مرضى القولون العصبي

أفضل الأنظمة الغذائية المناسبة لمرضى القولون العصبي

يعتبر النظام الغذائي بالنسبة إلى مرضى القولون العصبي عاملًا مهمًا في إدارة وتخفيف أعراض هذا المرض، والذي يعد أحد أمراض الجهاز الهضمي الشائعة التي تؤثر على العديد من الأشخاص حول العالم.

لذا فإن حالات القولون العصبي تقتضي اهتمامًا خاصًا بالتغذية والحمية الغذائية؛ حيث أن تصميم نظام غذائي مناسب يساهم بشكل كبير في تحسين نوعية حياة المرضى، وتقليل حدة الأعراض التي يعانون منها.

وفي هذا المقال المقدم من موقع “براين هيرب” سنقوم باستعراض أفضل النظم الغذائية الموصى بها لمرضى القولون العصبي، والأطعمة التي يجب تجنبها وتلك التي يجب تضمينها في الحمية، بالإضافة إلى تأثيرات هذه الحمية على التخفيف من الأعراض، وتحسين جودة الحياة لدى هؤلاء المرضى.

الأنظمة الغذائية الأكثر شيوعًا لـ مرضى القولون العصبي

يعد تحديد النظام الغذائي المناسب لمريض القولون العصبي مسألة فردية تعتمد على استجابته الشخصية وتحمله لمختلف الأطعمة، ومن الأفضل استشارة أخصائي تغذية قبل تبني أي نظام غذائي؛ لتحديد النهج الأنسب لتحسين الأعراض والصحة العامة لمريض القولون العصبي.

وهناك أنواع متعددة من الحميات الغذائية التي يمكن اتباعها، وهي كالآتي:

– الحمية الغذائية كثيرة الألياف “High-fiber Diet”: تهدف إلى زيادة تناول الأطعمة الغنية بالألياف.

– الحمية الغذائية الخالية من الجلوتين “Gluten-free Diet”: تهدف إلى تجنب الأطعمة التي تحتوي على الجلوتين.

– الحمية الغذائية قليلة الألياف “Low-fiber Diet”: تهدف إلى تجنب استهلاك الألياف الغير قابلة للذوبان مثل الحبوب الكاملة، واستبدالها بالألياف التي تذوب في الماء مثل الخضار والفاكهة.

– الحمية الغذائية قليلة الدهون “Low-fat Diet”: تهدف إلى تناول الأطعمة قليلة الدهون.

– الحمية الغذائية المانعة “Elimination Diet”: تهدف هذه الحمية إلى منع تناول بعض أنواع الطعام لمدة معينة؛ لمتابعة مدى تحسن أعراض مرضى القولون العصبي.

مرضى القولون العصبي
مرضى القولون العصبي

الحمية الغذائية كثيرة الألياف

يعد تناول المزيد من الألياف في النظام الغذائي من الأمور الهامة لمرضى القولون العصبي وللأشخاص بشكلٍ عام؛ إذ أن الألياف هي نوع من الكربوهيدرات الغير قابلة للهضم، والتي تساهم في تقليل عرض الإمساك المصاحب لمتلازمة القولون العصبي، وهي تتواجد في الأطعمة النباتية مثل “الفواكه، الخضراوات، الحبوب الكاملة، البقوليات، والمكسرات”. 

ويمكن تقسيم الألياف إلى نوعين، الأول وهو الألياف القابلة للذوبان، مثل التي تتواجد في الشوفان والفول وأيضًا الفواكه، أما النوع الثاني فهو الألياف الغير قابلة للذوبان، وهي توجد في الحبوب الكاملة والخضراوات، إلا أن الألياف القابلة للذوبان لها تأثير أفضل في تخفيف أعراض القولون العصبي. 

ويُنصح عادةً بزيادة تناول الألياف تدريجيًا في النظام الغذائي بكميات لا تتجاوز 2 أو 3 جرام يوميًا لتقليل الغازات والانتفاخ؛ حيث أن استهلاك كميات كبيرة من الألياف دفعة واحدة قد يتسبب في انتفاخ البطن ووجود الغازات.

ومن أهمية الألياف بالنسبة إلى مرضى القولون العصبي ما يلي:

– تحسين وظائف القولون: من خلال المساعدة في تليين البراز، وتحسين الحركة البرازية؛ مما يخفف من الإمساك، ويقلل من فرص التهيج والانتفاخات.

– تخفيف الوزن: حيث توفر الألياف شعورًا بالامتلاء والشبع؛ مما يساعد على التحكم في الشهية والوزن.

– تقليل خطر الأمراض المزمنة: مثل السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، وبعض أنواع السرطان مثل سرطان القولون.

– تعزيز صحة الجهاز الهضمي.

– تحسين مستويات السكر في الدم.

الحمية الغذائية الخالية من الجلوتين

يوصي الأطباء بتجنب تناول الأطعمة التي تحتوي على الجلوتين، الذي يوجد في القمح والشعير، ويجب مراقبة الأعراض وتقييمها بعد فترة من تجنب الجلوتين؛ لمعرفة ما إذا كان هناك تحسن في الحالة أم لا.

وقد يلاحظ العديد من مرضى القولون العصبي تفاقم الأعراض بعد تناول الأطعمة الغنية بالغلوتين، لذا من الأفضل الابتعاد تمامًا عن تناول الأطعمة التي تحتوي عليه. 

النظام الغذائي منخفض الفودماب “FODMAPs”

تمثل “الفودماب” الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات، والتي يمكن أن تسبب تهيجًا للقولون لدى مرضى القولون العصبي، ويعتمد النظام الغذائي منخفض الفودماب على تقليل استهلاك هذه الأطعمة بشكل مؤقت، ثم إعادة إدخالها تدريجيًا لتقييم استجابة الجسم.

ويتضمن هذا النظام الغذائي تجنب بعض الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على تركيبات FODMAPs، مثل “البصل، الثوم، الحليب، المشروبات الغازية، وبعض الفواكه والخضراوات”.

وبدلاً من ذلك، يُفضل تناول الأطعمة التي تحتوي على مستويات منخفضة من FODMAPs، مثل “اللحوم المشوية، الأرز، الموز، الجبن، البطاطا، الجزر، البيض”، كما يجب أن يتم تناول الأطعمة بحذر وتدريجيًا لتحديد الاستجابة الفردية.

ومن بين الأطعمة التي تحتوي على الفودماب ما يلي:

– الفواكه: مثل “التوت، التفاح، المانجو، الفواكه المعلبة أو المجففة”.

–  الخضراوات: مثل “الملفوف، الخرشوف، الفاصوليا، البصل، الثوم”.

– الأطعمة التي تحتوي على شراب الذرة عالي الفركتوز.

– منتجات الألبان: مثل الحليب والأجبان.

– منتجات القمح.

– الحلوى والعلكة، والمشروبات الغازية.

ما هو النمط الغذائي المناسب إلى مرضى القولون العصبي؟

عند وضع نظام غذائي لمرضى القولون العصبي، يجب أن يتضمن النظام الغذائي ما يلي:

  1. شرب كميات كافية من الماء؛ للحفاظ على الترطيب، وتسهيل عملية الهضم.
  2. تناول الأعشاب المهدئة التي تساعد في تهدئة القولون وتخفيف الأعراض.
  3. تناول كمية كافية من الألياف؛ لتعزيز صحة القولون، وتحسين حركة الأمعاء.
  4. تجنب الأطعمة التي تسبب تهيج القولون وزيادة الأعراض.
  5. تجنب تناول الأطعمة الدهنية قبل النوم مباشرة.
  6. تنظيم الوجبات على مدار اليوم، وتجنب تناول وجبات كبيرة في وقت واحد.
  7. تناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك؛ لتعزيز صحة الأمعاء، وتوازن البكتيريا النافعة.
  8. تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة لضمان الحصول على تغذية متوازنة.
  9. ممارسة التمارين الرياضية بانتظام؛ لتعزيز الهضم، وتحسين صحة القولون.
مرضى القولون العصبي
مرضى القولون العصبي

الأطعمة الموصى بها إلى مرضى القولون العصبي

يوصى تضمين هذه الأطعمة في النظام الغذائي لمريض القولون العصبي، والتي تحتوي على نسبة عالية من الألياف، الكالسيوم، وفيتامين، مثل:

– الخضراوات: ومنها “السبانخ، البروكلي، البازلاء، الفاصوليا الخضراء، الجزر، البنجر، والجرجير”.

– الفواكه: مثل “التفاح، البرتقال، الموز، البطيخ، الفلفل الحلو، الأفوكادو، والتوت”.

– منتجات الألبان: مثل “اللبن، الزبادي، والجبن”.

– المخللات الغنية بالبروبيوتيك.

– الحبوب الكاملة: مثل الأرز البني.

– اللحوم البيضاء: مثل الدجاج والأسماك.

– دقيق الشوفان.

كما يوصى أيضًا باستخدام بعض الأعشاب التي تساعد في تخفيف أعراض القولون العصبي، مثل “عشب الليمون، الكركم، الشمر، الشاي الأخضر، اليانسون، الزنجبيل، والروزماري”.

ومن المهم تجنب تناول جميع أنواع الأطعمة في دفعة واحدة؛ لتجنب حدوث تغيرات مفاجئة في نظام المعدة، كما يجب أيضًا إضافة أنواع جديدة من الأطعمة بشكل تدريجي إلى النظام الغذائي؛ لتسهيل تكيف المعدة مع التغييرات الجديدة، وتذكر أن هذه التوصيات قد تختلف من شخص لآخر؛ لذا يفضل استشارة أخصائي تغذية للحصول على نصائح ملائمة تناسب حالتك الصحية الفردية.

الأطعمة التي يجب تجنبها لمرضى القولون العصبي

عند وضع حمية لمرضى القولون العصبي، يُنصح بتجنب الأطعمة والمشروبات التالية:

– اللحوم الحمراء: مثل “لحم البقر، الضأن، والماعز”، ويرتبط تناول اللحوم الحمراء بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون؛ لذا يُنصح بتجنبها أو تقليل استهلاكها، كما يُوصى بتناول اللحوم البيضاء مثل الدجاج والأسماك بدلاً منها.

– المأكولات السريعة والمقلية: لاحتوائها على كميات كبيرة من الدهون المشبعة، والمواد الحافظة والملح الذي يتسبب في تهيج القولون وتفاقم الأعراض.

– المشروبات المنبهة: مثل الشاي والقهوة؛ لأنها تحتوي على الكافيين الذي يمكن أن يزيد من تهيج القولون وتفاقم الأعراض؛ لذا يُفضل تجنب تناولها أو تقليل كميتها.

– المشروبات الكحولية: حيث أن تناول كميات كبيرة من الكحول يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون.

ختامًا، ندرك أن النظام الغذائي يلعب دورًا حاسمًا في تحسين حالة مرضى القولون العصبي، وتخفيف الأعراض التي يعانون منها، وتوجد العديد من الأنظمة الغذائية المفيدة، ولكن من بين الأنظمة المشهورة والمؤثرة بشكل كبير، يبرز النظام المنخفض في FODMAPs كأحد الخيارات الرئيسية، بالإضافة إلى نظام زيادة الألياف، ومن المهم ألا تُهمل في ذلك، حيث أن العثور على النظام الغذائي المناسب لك يمكن أن يساعدك على تحسين نوعية الحياة، والشعور بالراحة والعافية؛ مما يمنحك الفرصة للعيش بشكل أفضل.

المصادر: موقع (NHSMayo Clinic Upto DatePatientNIH).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Shopping Cart
Scroll to Top