قرحة المعدة

كيف تتغلب على قرحة المعدة؟

قد تواجه أحيانًا أعراضًا مؤلمة بعد تناول الطعام، وتجد نفسك في مواجهة حرقة المعدة، ويصبح السعي للشفاء بمثابة معركة صعبة، كما تصبح في حيرة بين تجنب تناول بعض الأطعمة، أو اتباع نظام غذائي محدد للتخلص من الألم.

هذا بجانب أن قرحة المعدة ليست مجرد تحدٍ صحي عابر، بل هي مشكلة صحية تتطلب استراتيجية ذكية ونمط غذائي دقيق للتغلب عليها؛ إذ قد تعاني من ألم حاد بعد تناول الطعام، وتجد صعوبة في اختيار الأطعمة المناسبة التي لا تزيد من الأعراض، ويمكن أن يساهم تغيير نمط الحياة وتبني عادات غذائية صحية في التحكم في قرحة المعدة، والعمل على تقليل الأعراض.

وفي هذا المقال المقدم من موقع “براين هيرب” سوف نسلط الضوء على أعراض وأسباب قرحة المعدة، كما سنستعرض الأساليب العلاجية، وأهم الإرشادات التي قد تكون طريقك نحو الشفاء، والتي تمكنك من التغلب على قرحة المعدة.

ما هي قرحة المعدة وهل هي خطيرة؟

تعد قرحة المعدة أحد أشكال القرح الهضمية، والتي تكون عبارة عن قرح مفتوحة في غشاء الجدار الداخلي للمعدة أو الأمعاء الدقيقة، ومن أكثر الأعراض الشائعة لها هو آلام المعدة وتهيجها.

وتعد القرحة من الأمراض سهلة العلاج، إلا أنها قد تكون خطيرة إذا لم يتم معالجتها بشكل صحيح، حيث يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل النزيف المعدي الداخلي، أو الانسداد المعوي.

إذًا كيف تعرف أنك مصاب بقرحة المعدة؟

لا يمكن تشخيص قرحة المعدة بدقة بناءًا على الأعراض وحدها؛ ولذلك من المهم استشارة الطبيب المختص لإجراء التقييم اللازم والفحوصات الطبية.

ومع ذلك، إليك بعض العلامات التي قد تشير إلى وجود قرحة معدية، والتي تتسبب في ظهور أعراض بسيطة تشبه الحرقة، أو ألم شديد يؤثر على الجزء العلوي من البطن.

ومن بين الأعراض الشائعة التي تظهر لدى المصاب بها ما يلي:

  • الحرقة: حيث يشعر المريض بحرقة في الجزء العلوي من البطن، وقد تزداد عند تناول الطعام، أو عندما تكون المعدة فارغة.
  • ألم في البطن: إذ يعاني المصابون بقرحة المعدة من آلام في البطن، وتكون هذه الآلام شديدة، وتظهر عادة في الجزء العلوي من البطن، كما يمكن أن تزداد هذه الآلام بعد تناول الطعام بمدة نصف ساعة إلى ساعتين، كما قد يزداد الألم أثناء النوم، ويصبح قويًا بما يكفي لإيقاظ المريض من نومه.
  • عسر الهضم: فقد يعاني المرضى من صعوبة في الهضم وتحمل بعض الأطعمة، ويصاحب ذلك الشعور بالامتلاء والانتفاخ والغازات.
  • الغثيان والإمساك في حالات متقدمة: يمكن أن تتسبب قرحة المعدة في الغثيان والإمساك، وقد يترافق الغثيان مع قيء، أو قئ دموي، كما قد يكون البراز أسود اللون؛ لأنه مصحوبًا أيضًا بدم قد تم هضمه.
  • النزيف الهضمي: قد يحدث نزيف داخلي نتيجة لقرحة المعدة، ويمكن أن يتسبب ذلك في خروج دم مع البراز “البراز الأسود” أو في القيء.

ما هو الفرق بين التهاب المعدة وقرحة المعدة؟

يكمن الفرق بين التهاب المعدة وقرحة المعدة في أن التهاب المعدة هو حالة تتميز بالتهيج والتورم والاحمرار في بطانة المعدة، ويمكن أن يحدث فجأة، وهو يُعرف باسم التهاب المعدة الحاد، وقد يتطور تدريجيًا ويسمى حينها بـ “التهاب المعدة المزمن”.

ويشمل التهاب المعدة عادةً منطقة أوسع، ويشعر المصابون به بألم حاد على شكل وخزات أو طعنات، أو قد يشعرون بألم يشبه الحرق في الجزء العلوي من وسط البطن أو يساره، وقد يمتد الألم أحيانًا إلى منطقة الظهر.

أما قرحة المعدة فهي تحدث نتيجة تقرحات مؤلمة وعميقة في أجزاء محددة ومتفرقة من جدار المعدة، وقد تمتد أيضًا إلى بداية الأمعاء الدقيقة، والمرضى المصابون بقرحة المعدة غالبًا ما يشعرون بألم حارق أكثر شدة في وسط البطن، ويكون الألم أكثر شدة وتركيزًا في منطقة محددة عادة، بخلاف الألم المرافق لالتهاب المعدة.

ماذا يأكل مريض قرحة المعدة؟

يتساءل الكثير من المصابين حول النظام الغذائي الذي يمكنهم اتباعه لتقليل أعراض قرحة المعدة، وعلى الرغم من أن اتباع أي نظام غذائي لن يعالج القرحة نهائيًا، إلا أن هناك بعض الأطعمة والعناصر الغذائية التي قد تساهم في تخفيف حدة الأعراض.

وفي المقابل هناك أغذية تزيد من شدة الأعراض؛ لأنها تهيج الجهاز الهضمي، أو تتسبب في زيادة إفراز حمض المعدة؛ مما قد ينتج عنه حدوث حرقة أو ارتجاع مريئي.

وللحد من الألم المصاحب لهذا، يُنصح بتجنب ما يأتي من الأطعمة:

  • الأطعمة الحارة والتوابل القوية: مثل “الفلفل الحار، الفلفل الأسود، الثوم، والبصل”، فهذه الأطعمة قد تسبب تهيج المعدة، وتزيد من الأعراض.
  • المنتجات الحمضية: مثل “الليمون، البرتقال، الليمون، والتوت”، فهذه الفواكه الحمضية قد تزيد من إفراز الحمض في المعدة.
  • المشروبات الغازية والكافيين: مثل “القهوة، الشاي، والمشروبات الغازية”، فهذه المشروبات قد تسبب حرقة المعدة، وتتسبب في زيادة إفراز الحمض.
  • الدهون العالية والأطعمة الدهنية: مثل “الأطعمة المقلية، المأكولات السريعة، الأطعمة الدهنية الثقيلة”، فهذه الأطعمة قد تؤخر عملية الهضم، وتسبب تهيج المعدة.
  • الشوكولاتة والحلويات الدهنية تسبب هي أيضًا في زيادة إفراز الحمض وزيادة الأعراض.
  • الأطعمة المقلية والتي تتسبب في إفراز الزيوت الدهنية التي قد تهيج المعدة.
  • الكحوليات.

لذا يجب على المريض أن يتجنب هذه الأطعمة، وأن يكون حذرًا في اختيار الأطعمة التي يتناولها، ومن الأطعمة المفيدة لمرضى قرحة المعدة الأطعمة الغنية بالفلافونيدات النباتية؛ إذ أنها تساهم في محاربة جرثومة المعدة “H. pylori”، وتساعد في علاج القرحة وتخفيف أعراضها.

كما أنها تعتبر من المركبات النباتية ذات الخصائص المضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات؛ مما يعزز من صحة الجهاز المناعي، ويساهم في تعزيز نشاطه في مكافحة العدوى.

ومن أمثلة الأطعمة الغنية بالفلافونيدات النباتية ما يأتي:

  • الفواكه: التوت، الكرز، الفراولة، العنب الأحمر، البرتقال، التفاح.
  • الخضراوات: البروكلي، السبانخ، البصل، الثوم، الفلفل الأخضر والأحمر، الكرفس.
  • الأعشاب والتوابل: الشاي الأخضر، الشاي الأسود، الكمون، القرفة، الزعتر، الكركم، فول الصويا والبقوليات.
  • المكسرات والبذور: اللوز، الجوز، الكاجو، الكاكاو، الشوفان.
  • الشوكولاتة الداكنة.

كيف تتخلص من قرحة المعدة؟

يعتمد العلاج على مسببات القرحة وشدتها، ويتم تحديده بواسطة الطبيب المعالج، فعلى سبيل المثال عند وجود “بكتيريا المَلوية البَوابية” في الجهاز الهضمي فقد يوصي الطبيب في هذه الحالة بتناول مجموعة من المضادات الحيوية لقتل هذه البكتيريا، ويعد من أهمها: 

  • أموكسيسيلين “أموكسيل”.
  • كلاريثرومايسين “بياكسين”.
  • ميترونيدازول “فلاجيل”.
  • تينيدازول “تينداماكس”.
  • تتراسيكلين.
  • ليفوفلوكساسي.

ويتم تحديد المضادات الحيوية المحددة المستخدمة بناءًا على موقع العدوى، ومستوى مقاومة البكتيريا المَلوية البَوابية للمضادات الحيوية، وعادةً ما يتم تناول المضادات الحيوية لفترة تصل إلى أسبوعين تقريبًا، بالإضافة إلى الأدوية الأخرى التي تساعد في تقليل حموضة المعدة، وتسريع عملية الشفاء.

كما أن هناك أنواع من الأدوية التي تستخدم للحد من إفراز الحمض المعدي، وتعزيز عملية الشفاء، ومنها:

  • مثبطات مضخة البروتون “Proton Pump Inhibitors”: تعمل عن طريق تثبيط إنتاج الحمض في المعدة، وهذا من خلال تثبيط نشاط مضخة البروتون في الخلايا المعدية. 
  • تشمل بعض المثبطات المضخة المتاحة بوصفة طبية ودون وصفة طبية: أوميبرازول “بريلوسيك”، لانسوبرازول “بريفاسيد”، رابيبرازول “أسيفكس”، إيسومبرازول “نيكسيوم”، بانتوبرازول “بروتونيكس”. 

ويساهم استخدام مثبطات مضخة البروتون لفترات طويلة وبجرعات عالية في زيادة خطر حدوث كسور في العظام؛ لذا من المستحسن استشارة الطبيب حول تناول مكملات الكالسيوم لتقليل هذا الخطر.

قرحة المعدة
قرحة المعدة

هل تُشفى قرحة المعدة بدون علاج؟

تتطلب القرحة عادةً عناية مستمرة وعلاج مناسب، وقد يكون هناك بعض الحالات التي تُشفى بدون علاج، ولكن هذه الحالات نادرة وتعتمد على عوامل مختلفة، مثل سبب القرحة وشدتها، ونمط حياة الشخص المصاب.

لذا من الضروري لكل مصاب بالقرحة اتباع نمط حياة صحي ومتوازن، بالإضافة إلى التغذية الصحية السليمة.

وإليكم بعض النصائح الغذائية والعادات الصحية التي يمكن أن تكون مفيدة في إدارة وعلاج قرحة المعدة:

  • تناول الأطعمة القلوية: والتي تشمل الخضراوات الورقية، مثل “السبانخ، الكرنب، والصلصة الخضراء”؛ حيث تعمل هذه الأطعمة على تحقيق التوازن في مستوى الحموضة في المعدة.
  • استهلاك البروبيوتيك: يمكن أن يكون اللبن والزبادي وبعض الأطعمة الأخرى الغنية بالبروبيوتيك مفيدة في تقوية الجهاز الهضمي، وتحسين صحة الأمعاء.
  • تجنب الأطعمة الحارة والحامضة: يُنصح الأشخاص الذين يعانون من قرحة المعدة بتجنب تناول الأطعمة التي يمكن أن تزيد من الحموضة المعدية، مثل الأطعمة الحارة، والحامضة، والتوابل القوية.
  • تناول الأطعمة الغنية بالجلوتامين: والجلوتامين هو نوع من الأحماض الأمينية الموجودة في بعض الأطعمة، مثل “السمك، الدجاج، والبيض”؛ إذ يُعتقد أن الجلوتامين يساهم في تعزيز صحة بطانة المعدة.
  • تجنب الأدوية المسببة لقرحة المعدة: لأن بعض الأدوية مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية قد تزيد من خطر حدوث قرحة المعدة، كما يُنصح بالتشاور مع الطبيب المعالج بشأن الأدوية التي يتم تناولها، والبحث عن بدائل إذا كانت تسبب أي مشاكل.
  • الابتعاد عن التدخين: لأنه يعتبر عاملًا مسببًا لتفاقم قرحة المعدة، وتأخير عملية الشفاء؛ ولذلك يُنصح بالامتناع عن التدخين بشكل كامل.
  • الحد من استهلاك الكحول أو تجنبه تمامًا: حيث يمكن أن يؤدي استهلاك الكحول إلى زيادة الحموضة المعدية وتهيج المعدة.
  • إدارة التوتر والإجهاد: إذ يعتبر التوتر والإجهاد من العوامل التي تزيد من خطر حدوث قرحة المعدة وتفاقم الأعراض، ومن المهم اتباع أساليب إدارة التوتر، مثل ممارسة التأمل واليوغا، والتمارين الاسترخائية.
  • ممارسة الرياضة بانتظام: لأن النشاط البدني المنتظم يساهم في تعزيز صحة الجهاز الهضمي، وتقليل خطر حدوث قرحة المعدة. 

ومع ذلك، يجب أن تكون النصائح الغذائية والعادات الصحية المذكورة مكملة للعلاج الطبي الموصوف من قبل الطبيب إذا كانت الأعراض شديدة. 

وفي ختام هذا المقال، يجب أن نتذكر أن التغلب على قرحة المعدة يعتمد على الالتزام بالعلاج، والتغييرات في نمط الحياة، واللذان يمهدان الطريق نحو الشفاء.

المصدر: موقع (Penn MedicineMayo ClinicFamily DoctorWikipediaNHS).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Shopping Cart
Scroll to Top