دليل شامل للتغلب على عسر الهضم

دليل شامل للتغلب على عسر الهضم

يعد عسر الهضم واحدًا من أكثر مشاكل الجهاز الهضمي شيوعًا، والتي تصيب الكبار والصغار على حدٍ سواء، خاصةً في عالم يزداد فيه تنوع الأطعمة، وتتطور أساليب الحياة بشكلٍ سريع، ويُعرف هذا “العُسر” أيضًا بسوء الهضم أو اضطراب المعدة، وهو من بين المشكلات الشائعة التي تؤثر على العديد من الأشخاص؛ لذا فإن فهم كيفية التغلب على عسر الهضم يمكن أن يحقق فارقًا كبيرًا في راحة المصاب اليومية وصحته العامة.

ويُعرف سوء الهضم أنه حالة يشعر فيها الشخص بألم في الجزء العلوي من البطن، ويعاني من وجود صعوبة في هضم الطعام؛ مما يؤدي إلى ظهور أعراض سوء الهضم، والتي منها “الحموضة المعوية، التجشؤ المستمر، والانتفاخ”، وأيضًا امتلاء البطن بعد الطعام.

وتعمل هذه الأعراض على تقليل جودة الحياة، وإحداث عدم ارتياح وإزعاج لدى المصاب، كما يجب التنويه إلى أن سوء الهضم ليس مرتبطًا بمرض معين، فقد يكون عرضًا لأمراض مختلفة في الجهاز الهضمي.

وفي هذا المقال المقدم عبر موقع “براين هيرب” سوف نتعرف على حالة عسر الهضم بشكل مفصل، بما في ذلك أسبابها والأعراض المصاحبة، بالإضافة إلى طرق العلاج، والأساليب الوقائية للتغلب على سوء الهضم وتحسين صحة الجهاز الهضمي.

فسواء كنت تبحث عن تغييرات في نمط حياتك، أو نصائح غذائية مفيدة، أو تريد زيادة معلوماتك حول هذا المرض، فإن هذا الدليل الشامل سيقدم لك المعلومات والإرشادات التي تحتاج إليها لحياة صحية وأكثر راحة.

ما هو عسر الهضم “Dyspepsia”؟

سوء الهضم هو مصطلح طبي يشير إلى حالة تسبب اضطرابًا أو ألمًا مع شعور بعدم الراحة في المعدة، أو الجزء العلوي من البطن، وعادةً ما يكون السبب غير واضحًا، ولكن قد يكون ناتجًا عن مشاكل في العضلات والأعصاب، أو نتيجة بعض العوامل النفسية والاجتماعية، بالإضافة إلى أنه اضطراب شائع يعاني منه حوالي 7% إلى 25% من سكان الدول النامية.

وعلى الرغم من عدم وجود مضاعفات خطيرة عادةً لهذا المرض، إلا أنه يمكن أن يؤثر على جودة الحياة مسببًا عدم الارتياح، وعادةً ما يكون هذا الاضطراب مزمنًا، أو على فترات متباعدة، حيث يختفي فترة ويظهر فترة أخرى، وتتفاوت أعراضه من شخص لآخر، كما يُعرف عسر الهضم الوظيفي بشكل شائع بأنه شعور بالانتفاخ والامتلاء قبل الانتهاء من تناول الطعام.

ما هي أسباب الإصابة بعسر الهضم؟

هناك عدة أسباب ممكنة لحدوث سوء الهضم، وهو يرتبط عادةً بنمط الحياة والروتين غير الصحي، وقد تتنوع هذه الأسباب من شخص لآخر، و فيما يلي بعض العوامل الشائعة التي تتسبب في حدوث سوء الهضم:

  • نمط الحياة والتغذية غير الصحية: تناول الطعام بسرعة أو في وقت متأخر من الليل قبل النوم يمكن أن يسبب انتفاخ وحموضة، كما أن تناول الأطعمة الدهنية والحارة المسببة للغازات بكثرة قد يزيد من احتمالية حدوث عسر في الهضم.
  • اضطرابات في عمل المعدة.
  • فرط حساسية المعدة.
  • الإجهاد والقلق: التوتر النفسي والقلق يمكن أن يؤثرا سلبًا على وظائف الجهاز الهضمي؛ مما يؤدي إلى حدوث مشاكل هضمية.
  • التدخين وتناول الكافيين والكحول والمشروبات الغازية: كل هذه العادات تساهم في تهيج المعدة، وتسبب عسرًا في الهضم.
  • ارتفاع الوزن والسمنة: قد يزيد الوزن الزائد من الضغط على المعدة؛ مما يزيد من احتمالية حدوث اضطراب في الهضم.
  • بعض الحالات المرضية: مثل “عُسر الهضم التقرحي المرتبط بمتلازمة القولون العصبي، والقرحة المعوية” تعتبر سببًا شائعًا في حدوث سوء الهضم.
  • تناول بعض الأدوية: مثل مضادات الحموضة الزائدة، وبعض المسكنات، ومكملات الحديد.
  • العدوى البكتيرية: مثل “الملوية البوابية”.
  • الحمل: تزداد احتمالية الإصابة بسوء الهضم لدى النساء أثناء فترة الحمل.

كما أنه يمكن للأسباب المذكورة أن تتفاعل وتؤثر على بعضها البعض؛ لذا قد يكون علاج سوء الهضم مختلفًا وفق سببه وشدته.

أعراض عسر الهضم

يعرف سوء الهضم أنه اضطراب يمكن أن يتسبب في ظهور مجموعة متنوعة من الأعراض في الجهاز الهضمي والمناطق المجاورة، ومن بين الأعراض الشائعة سوء الهضم ما يلي:

  • التخمة والانتفاخ في منطقة البطن بعد تناول الطعام؛ وذلك بسبب تجمع الغازات في الأمعاء.
  • الحموضة المعوية والحرقان: يمكن أن يصاحب عسر الهضم زيادة في الحموضة المعوية، ووجود حرقة في منطقة الصدر والمعدة.
  • التجشؤ المستمر: قد يكون التجشؤ مستمرًا ومزعجًا؛ مما يؤثر على الراحة اليومية.
  • الشعور بالشبع المبكر أثناء تناول الوجبات.
  • الغثيان والقيء.
  • صعوبة ابتلاع الطعام.
  • ألم في الجزء العلوي من البطن، والشعور بالضيق.
  • الإمساك.

وفي بعض الحالات، يمكن أن يسبب سوء الهضم تغيرات في الوزن؛ بسبب تأثيره على امتصاص العناصر الغذائية، وأيضًا بسبب امتلاء المعدة سريعًا بعد تناول كمية صغيرة من الطعام، كما يمكن أن يحدث اضطرابات في النوم.

أعراض سوء الهضم الشديد والذي يتوجب زيارة الطبيب

1- فقدان الشهية وفقدان الوزن بشكل ملحوظ بدون سبب واضح.

2- ضيق التنفس.

3- البراز الأسود القاتم، أو وجود دم مع البراز.

4- القيء المصحوب بدم، والقيء المستمر.

5- تفاقم صعوبة البلع، والشعور بعرقلة أثناء بلع الطعام.

6- الإرهاق و الضعف العام الذي قد يحدث بسبب الإصابة بالأنيميا.

7- الشعور بآلام في الصدر، الرقبة، الفك أو الذراع.

مضاعفات عسر الهضم

عادةً لا يكون هناك أي مضاعفات خطيرة سوء الهضم، إلا أن هذا الأمر قد يؤدي إلى مضاعفات وتأثيرات سلبية على الصحة العامة، وجودة الحياة، مع الإزعاج المستمر وعدم الشعور بالراحة إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح.

وقد تزداد خطورة هذه المضاعفات، مثل حدوث ضيق في المريء، أو تضيق في العضلة العاصرة البوابية، أو الإصابة بالتهاب الصفاق.

التشخيص 

إن تشخيص عسر الهضم ينطوي على تحديد سبب الأعراض التي تعاني منها، وتحديد مدى تأثيرها على حياتك، حيث يبدأ الطبيب بالنظر في التاريخ الطبي، ثم إجراء فحص بدني، ويكون هذا الفحص كافيًا في حالة سوء الهضم الخفيف، أما في الحالات الشديدة فيطلب الطبيب إجراء اختبارات أخرى من أجل التشخيص، مثل فحص الدم وتحاليل البراز، وإجراء فحص تصويري بالأشعة السينية، أو الموجات الفوق صوتية.

كما يمكن في بعض الحالات طلب فحص “تنظير داخلي” للجهاز الهضمي العلوي، وربما تؤخذ عينة لتحليلها؛ للتأكد من خلو الجهاز الهضمي من التشوهات.

علاج عسر الهضم 

يعتمد علاج سوء الهضم على السبب الرئيسي وشدة الأعراض التي يعاني منها المصاب، وبالإضافة إلى العلاج الدوائي، فهناك عدة علاجات منزلية وبعض الخطوات التي يمكن اتخاذها للتخفيف من أعراض سوء الهضم، وتحسين جودة الحياة اليومية. 

ففي حالات سوء الهضم الخفيفة، قد لا يكون هناك حاجة لعلاج محدد، وقد يكفي تخفيف التوتر والقلق لتحسين الأعراض، أما في حالات سوء الهضم الشديدة، يمكن أن يشمل العلاج ما يلي:

  • استخدام الأدوية التي تقلل من إفرازات حامض المعدة، والتي يمكن أن تخفف من الأعراض، وتساعد الكثير من المرضى.
  • القضاء على جرثومة الملوية البوابية إذا تم تشخيصها كعامل مسبب سوء الهضم.
  • استخدام الأدوية التي تعالج الإمساك، وتعزز عملية إفراغ المعدة، على الرغم من أن فعالية هذه الأدوية قد تختلف من شخص لآخر؛ لذلك يجب أن يتم تحديد خطة العلاج المناسبة بواسطة الطبيب المعالج، بناءًا على تقييم الحالة وشدة الأعراض.

كما أن طرق العلاج تتضمن اتباع بعض الخطوات والنصائح التي تخفف من حدة أعراض سوء الهضم، وأهمها ما يلي:

1- تغيير نمط الحياة والتغذية من خلال:1- تغيير نمط الحياة والتغذية من خلال:

  • تناول وجبات أصغر بشكل متكرر بدلاً من الوجبات الكبيرة.
  • تجنب تناول الطعام قبل النوم بفترة طويلة.
  • تجنب تناول الأطعمة الحارة، والدهنية، والمسببة للغازات التي تحفز عسر الهضم.
  • الإكثار من تناول الألياف في النظام الغذائي، مثل “الخضروات، الفواكه، والحبوب الكاملة”.

2- ممارسة الرياضة والنشاط البدني: حيث أن ممارسة النشاط البدني بانتظام يعزز من حركة الجهاز الهضمي، ويعمل على تخفيف الأعراض.

3- تجنب التوتر والضغوط النفسية: وذلك من خلال استخدام تقنيات الاسترخاء، مثل التأمل واليوغا؛ للحد من التوتر، وتحسين وظائف الجهاز الهضمي.

4- تجنب التدخين والكحول والكافيين؛ حيث أن الامتناع عن التدخين، وتقليل تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين والكحول يساهم في تحسين صحة الهضم.

5- تجنب استخدام بعض المسكنات: مثل الأسبرين والإيبوبروفين.

6- شرب السوائل بعد تناول الوجبات.

7- استخدام الأدوية المعوية: مثل مضادات الحموضة التي تساعد على تخفيف الحرقة والحموضة المعوية.

8- المحافظة على وزن صحي، وتجنب السمنة.

علاجات طبيعية بديلة لعلاج عسر الهضم بالمنزل 

هناك بعض الطرق البديلة التي يمكن أن تساعد في تخفيف أعراض عسر الهضم، وتحسين وظائف الجهاز الهضمي، ويعد من أهمها ما يأتي: 

  • العلاجات العشبية والمكملات الغذائية: توجد بعض العلاجات العشبية والمكملات الغذائية التي قد تساعد في تحسين عملية الهضم، مثل إنزيمات الهضم، والبروبيوتيك، والنعناع غير المنكه، ومزيج زيوت النعناع والكراويا، والتركيبة العشبية اليابانية المعروفة بـ”ريكونشيتو”.

ومن أهم المكملات الغذائية “STW 5 ‏Iberogast”، وهو مكمل غذائي سائل يحتوي على خلاصة تسع أعشاب، تعمل على  تقليل إفراز الحمض المعدي.

  • الأعشاب المهدئة: مثل الكاموميل، واللبنة، والخزامى، قد تساعد في تهدئة الجهاز الهضمي وتخفيف الأعراض.
  • الوخز بالإبر؛ يعمل على سد ممرات الأعصاب التي تنقل الإحساس بالألم إلى المخ.

كما أن هناك بعض المشروبات الطبيعية لعلاج عسر الهضم، ومنها:

1- الزنجبيل: يُعتبر من الأعشاب التي تساعد في تحسين عملية الهضم، وتخفيف الغثيان، ويمكن تناوله كمشروب دافئ، أو إضافته إلى الوجبات.

2- النعناع: يعمل زيت النعناع ومشروب النعناع كمهدئ قوي، ويمكن أن يخفف من الانتفاخ والغازات المعوية، كما يساهم أيضًا في تهدئة المعدة.

3- الكمون: يمكن أيضًا عمل الكمون كمشروب دافئ، كما يُستخدم في بعض الأطعمة لتحفيز عملية الهضم وتخفيف الغازات.

4- اليانسون: يستخدم اليانسون في شكل بذور أو زيت أو مشروب دافئ لتحسين هضم الطعام، وتخفيف الانتفاخ.

5- العسل والليمون: يمكن تناول مزيج من العسل وعصير الليمون مع ماء دافئ في الصباح؛ لتحفيز عملية الهضم، وتخفيف الانتفاخ.

طرق الوقاية من عسر الهضم

للوقاية من سوء الهضم، يمكن اتباع الإجراءات التالية:

  • تناول وجبات صغيرة: يفضل تناول وجبات صغيرة ومتكررة على مدار اليوم بدلاً من تناول وجبات كبيرة وثقيلة؛ لأن هذا يساعد على تقليل الضغط على المعدة، ويساهم في تحسين عملية الهضم.
  • تناول الطعام ببطء: يُنصح بمضغ الطعام جيدًا وتناوله ببطء؛ لأن هذا يساعد على بدء عملية الهضم في الفم، ويساهم في تجنب البلع الهوائي الذي يمكن أن يزيد من الانتفاخ والاضطرابات المعوية.
  • تجنب شرب الكافيين والمنبهات: يُنصح بتجنب تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة والشاي الأسود؛ حيث يمكن أن يسبب الكافيين تهيج المعدة، مما يؤدي إلى عسر الهضم.
  • تجنب الأطعمة الحامضية: قد يكون من الجيد تجنب تناول الأطعمة الحامضية، مثل البندورة والحمضيات والشوكولاتة؛ إذ يعتقد أنها تزيد من حموضة المعدة، وتسبب عسر الهضم.
  • بالإضافة إلى أنه يجب اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، وتغيير نمط الحياة لروتين صحي أيضًا.

وفي نهاية مقالنا، نتمنى أن يكون هذا الدليل شامل لكل ما تريدون معرفته حول عسر الهضم وكيفية التعايش معه بطرق صحية، وعلاجه وأيضًا، بالإضافة إلى طرق الوقاية منه بشكل فعال، وكما ذكرنا فإن عسر الهضم من المشكلات الصحية الشائعة التي يمكن أن تؤثر على جودة حياتك اليومية، وقد يكون له تأثير سلبي على الصحة العامة والراحة النفسية إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح.

المصدر: موقع مايو كلينك، وموقع ويب طب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Shopping Cart
Scroll to Top