“غازات البطن” هي ظاهرة من أبرز الظواهر اليومية التي يمكن أن تكون مصدر قلق للكثيرين، وتعد غازات الجهاز الهضمي جزءًا طبيعيًا من عملية الهضم، حيث يتم إطلاقها بشكل طبيعي إما عبر التجشؤ أو نفث الغازات.
وتظهر هذه الظاهرة كجزء لا يتجزأ من دورة الهضم اليومية، والتي تسهم في تحلل الطعام وامتصاص العناصر الغذائية الضرورية، ومع ذلك فقد تتسبب الغازات في الشعور بالألم إذا لم تتحرك بشكل صحيح عبر الجهاز الهضمي.
وفي هذا المقال المقدم من موقع “براين هيرب” سوف نتناول بالتفصيل أسباب ظهور غازات البطن، وكيفية التعامل مع الأعراض المرتبطة بها، سواء من خلال العلاجات الطبيعية أو الأدوية المتاحة.
كما سنلقي الضوء أيضًا على مسائل مثيرة للاهتمام، مثل تحديد متى يكون ارتفاع مستوى الغازات خطيرًا، وكيف يمكن تحسين صحة القولون وتخليصه من الغازات الزائدة، وهل خروج الغازات يؤثر على الوزن.
- نظرة عامة عن غازات البطن وأنواعها
- طريقة توزيع الغازات في الجهاز الهضمي، ومدى طبيعتها في الأمعاء
- أسباب حدوث غازات البطن
- أعراض الغازات في البطن
- علاج غازات البطن
- العلاجات الدوائية
- علاج غازات البطن طبيعيًا
- كيفية تنظيف القولون من الغازات؟
- هل يساهم تناول القهوة في زيادة الغازات؟
- هل هناك فوائد لخروج الغازات من البطن؟
- طريقة الوقاية من تكون غازات البطن
نظرة عامة عن غازات البطن وأنواعها
تعتبر عملية ابتلاع الهواء هي المصدر الرئيسي للغازات في الجهاز الهضمي، كما يتم تصريف هذا الهواء من الجهاز الهضمي بعدة طرق، منها التجشؤ الذي يتم عبر الفم وخروج الهواء من فتحة الشرج، إضافةً إلى آلية الامتزاز التي تقوم بها بكتيريا الأمعاء والانتشار إلى داخل تيار الدم.
ويحتوي الجهاز الهضمي السليم على أقل من 200 ملليلتر من الغازات، وقد تبين أن انبعاث الغازات يتم بوتيرة 476 – 1491 ملليلتر في اليوم، كما أن عبور الغاز من خلال الجهاز الهضمي يتم بسرعة ويستمر نحو 5 أو 10 دقائق.
وتكمن زيادة الغازات أو الألم المصاحب للغازات في العادة حسب نوعية الطعام الذي يتم تناوله، حيث يمكن أن تزيد بعض الأطعمة من إنتاج الغازات، وفي كثير من الأحيان يمكن تقليل الغازات المزعجة من خلال تغيير بسيط في العادات الغذائية.
كما أن هناك بعض الاضطرابات الهضمية مثل متلازمة القولون العصبي أو الداء البطني التي تزيد من تكرار الغازات والألم المصاحب لها، إلى جانب العلامات والأعراض الأخرى، ويمكن أن تكون هذه الحالات مسببة للارتفاع في مستويات الغازات؛ مما يبرز أهمية فهم هذه الظواهر لتحديد العلاج المناسب، وتخفيف المشاكل المصاحبة.
طريقة توزيع الغازات في الجهاز الهضمي، ومدى طبيعتها في الأمعاء
يعتبر الجهاز الهضمي نظامًا دقيقًا؛ حيث يتم التحكم في كميات الغازات بشكل طبيعي، وفيما يلي توضيح عن الغازات في البطن.
1- كمية الغازات: يحتوي الجهاز الهضمي السليم على كمية معتدلة من الغازات، والتي تقل عادةً عن 200 ملليلتر، وهذا يشير إلى أنه في ظروف طبيعية يتم التحكم في كميات الغازات لتظل في حدود معقولة.
2- معدل انبعاث الغازات: يبين معدل انبعاث الغازات الذي يتراوح ما بين 476 و 1491 ملليلتر في اليوم كمية الغازات التي تمر عبر الجهاز الهضمي يوميًا، وهذا يظهر أن إنتاج الغازات هو عملية طبيعية ومستمرة في الجهاز الهضمي.
3- سرعة عبور الغاز: عبور الغاز من خلال الجهاز الهضمي يتم بسرعة، حيث يأخذ الأمر ما يقرب من 5 إلى 10 دقائق، وهذا يعكس فعالية الجهاز الهضمي في تحريك الغازات وإخراجها بسرعة نسبيًا.
وتشمل أنواع الغازات في الجهاز الهضمي ما يلي:
- النيتروجين.
- الهيدروجين.
- الأكسجين.
- ثاني أكسيد الكربون.
وتشكل هذه الأنواع المذكورة نسبة تفوق 99% من مجموع الغازات المتواجدة في الجهاز الهضمي، كما تختلف تركيبتها النسبية على طول الجهاز الهضمي، وعند حدوث إفرازات كبيرة من الغازات، يُلاحظ ارتفاع تركيز الهيدروجين وثاني أكسيد الكربون، مع تركيز منخفض للنيتروجين.
وفيما يتعلق بالهواء الذي يدخل الأمعاء الدقيقة، فإن كميته تتأثر بوضعية الجسم، وعادةً ما يكون من الصعب التجشؤ في وضع التمدد.
أسباب حدوث غازات البطن
تتكون الغازات في المعدة بشكل رئيسي نتيجة ابتلاع الهواء أثناء تناول الطعام أو الشراب، ويتم إطلاق معظم غازات المعدة عبر التجشؤ.
أما في الأمعاء الغليظة “القولون” تنشأ الغازات عندما تقوم البكتيريا بتخمير الكربوهيدرات والألياف، وبعض أنواع النشويات والسكريات، والتي لا تُهضم في الأمعاء الدقيقة، فتستهلك البكتيريا جزءًا من هذه الغازات، ويتم إطلاق الغازات المتبقية في حالة خروج الريح.
كما يعود وجود الغازات في الجهاز الهضمي إلى عدة أسباب أخرى، منها:
1- انتشار الغاز من تيّار الدم إلى الجهاز الهضمي؛ يحدث انتقال الغازات من تيار الدم إلى الأنسجة والأمعاء عبر عملية الانتشار؛ مما يسهم في تواجدها في مختلف أجزاء الجهاز الهضمي.
2- إنتاج الغازات بواسطة بكتيريا الأمعاء.
3- التفاعل الكيميائي بين البيكربونات والحمض في المعدة؛ مما ينتج عنه إطلاق غاز ثاني أكسيد الكربون، وهذا التفاعل يسهم في توازن الحموضة في المعدة، ويتسبب في إنتاج بعض الغازات.
أعراض الغازات في البطن
تظهر العديد من الأعراض عند تراكم الغازات في الجهاز الهضمي، ومن أبرز هذه الأعراض ما يلي:
- انتفاخ البطن؛ حيث تتسبب الغازات في تمدد الأمعاء والمعدة؛ مما يؤدي إلى شعور بالانتفاخ البطني.
- التجشؤ.
- الشعور بتقلصات وآلام في البطن.
- الشعور بالامتلاء.
علاج غازات البطن
يعتمد علاج الغازات على السبب الأساسي المؤدي لها، فإذا كانت آلام الانتفاخ مرتبطة بمشكلة صحية أخرى، يتركز العلاج في هذه الحالة على معالجة السبب الأساسي، أما إذا لم يكن هناك سبب ضمني واضح، فعادةً ما يُعالج الانتفاخ الناتج عن الغازات باتباع بعض التغييرات في نمط الحياة والتغذية، بالإضافة إلى استخدام الأدوية المتاحة بدون وصفة طبية.
العلاجات الدوائية
يوجد بعض العلاجات الدوائية المتاحة دون وصفة طبية، والتي تتضمن بعض المكملات التي تقلل من أعراض غازات البطن، وهي تشمل ما يلي:
1- ألفا-غالاكتوزيداز: يفضل تناول هذا المكمل الغذائي قبل الوجبة مباشرة؛ حيث يساعد في تكسير الكربوهيدرات في البقوليات والخضراوات الأخرى.
2 – مكملات اللاكتاز: تساعد على هضم السكر الموجود في منتجات الحليب “اللاكتوز”؛ مما يقلل من أعراض غازات البطن لدى أولئك الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز، ويُفضل مراجعة الطبيب قبل استخدام مكملات اللاكتوز، خاصةً في مرحلة الحمل أو الرضاعة.
3- سيميثيكون: يساعد في تكسير الفقاعات الغازية ومرور الغاز عبر الجهاز الهضمي، ومن أمثلته ” Gas-X – Mylanta Gas Minis”.
4 – الكربون النشط: يؤخذ قبل وبعد تناول الوجبات لتقليل الأعراض، ولكن لا توجد أدلة كافية على فعاليته، كما قد يتداخل مع امتصاص الأدوية.
5 – أدوية إرخاء العضلات الملساء: تساهم هذه الأدوية في تثبيط حركة الأمعاء، ولكن قد تزيد من الانتفاخ في بعض الحالات، وغالبًا ما تُعطى هذه الأدوية في حالات القولون المتهيج؛ حيث يكون الألم في البطن هو الشكوى الرئيسية.
6 – المواد المسرعة لحركة الأمعاء: يتم استخدام بعض الأدوية مثل السيسابرايد والميتوكلوبراميد للتحكم في حركة الأمعاء، وقد أثبتت بعضها فعالية جزئية.
علاج غازات البطن طبيعيًا
يسهم اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن بشكل كبير في علاج الغازات وإخراجها بشكل أفضل، وقد تحتاج لإزالة بعض العناصر الغذائية التي تزيد من الغازات في البطن، واستبدالها بعناصر غذائية أكثر صحية.
وقد تساعدك الإرشادات التالية في تحسين أعراض الغازات، والتخلص منها بشكل طبيعي:
- تقليل الألياف: حيث أن الأطعمة الغنية بالألياف مثل البقوليات والبصل والخضراوات مثل البروكلي والكرنب تتسبب غالبًا في زيادة الغازات؛ لذا يُفضل تجنب هذه الأطعمة لفترة ثم إعادتها تدريجيًا إلى النظام بعد عدة أسابيع.
- تقليل منتجات الألبان أو استخدام منتجات الألبان الخالية من اللاكتوز: يمكن أن يخفف من أعراض الغازات لدى الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز.
- تجنب السكريات البديلة: قد يكون تقليل أو تجنب بدائل السكر مفيدًا لبعض الأشخاص.
- تجنب الأطعمة المقلية أو الدسمة: حيث أن الدهون الغذائية قد تؤثر على حركة الأمعاء، وتساهم في تأخير خروج الغازات.
- شرب كميات كافية من الماء: يمكن أن يساعد في منع الإمساك، وتحسين عملية الهضم.
- شرب الأعشاب الطبيعية: مثل “النعناع، البابونج، الزنجبيل، الشمر، والبقدونس”، حيث تعمل هذه الأعشاب على تهدئة الانتفاخ، والتخفيف من غازات البطن.
- تناول خل التفاح: قد يخفف أيضًا من أعراض الانتفاخ والغازات، ويمكن تناوله عن طريق تخفيف ملعقة من خل التفاح في كوب كبير من الماء، ويُشرب قبل الوجبات ثلاث مرات في اليوم.
- تجنب تناول المشروبات الغازية أو الغنية بالفحم النشط.
كيفية تنظيف القولون من الغازات؟
هناك العديد من الطرق الفعالة لتنظيف القولون من الغازات، ومن بين هذه الطرق الطبيعية الآتي:
1- تناول الأعشاب: هناك أنواع من الأعشاب تمتلك خصائص طاردة للغازات، والتي تكون فعالة بشكل كبير في تخفيف آلام البطن، والتخلص من الانتفاخ والغازات، ومنها “البابونج، الكمون، النعناع، الزنجبيل، اليانسون، الكراوية، والريحان”.
2- استخدام الكركم: يحتوي الكركم على مادة الكركمين التي تخفف من الأعراض المزعجة في الجهاز الهضمي، مثل تراكم الغازات، وتسهم في تسهيل حركة الأمعاء الطبيعية.
3- تناول بذور الكمون: تحتوي بذور الكمون على خصائص مضادة للالتهاب والأكسدة، كما تساعد على التخلص من الغازات، وهي تعتبر إضافة سهلة إلى الغذاء اليومي؛ للحد من الغازات وانتفاخ البطن.
4- مضغ بذور الشمار: تساهم بذور الشمار في التخلص من مشكلات الجهاز الهضمي وتقليل تكوين الغازات؛ حيث أنها تمتلك خصائص تعمل على التخلص من اضطرابات الجهاز الهضمي.
5- تناول زيت القرنفل: يعد شرب زيت القرنفل بعد الوجبات طريقة فعالة لتحفيز عملية الهضم، والتخلص من الآلام المصاحبة للغازات.
6- ممارسة الرياضة: تساهم التمارين الرياضية في ارتخاء عضلات الأمعاء؛ مما يساعد في التخلص من الغازات، كما يمكن أيضًا ممارسة اليوغا والتنفس العميق في تخفيف آلام الغازات.
7- شرب خل التفاح: يعمل خل التفاح على تحفيز إنتاج حمض المعدة والإنزيمات الهاضمة؛ مما يساهم في تنظيف القولون من الغازات.
8- تناول البروبيوتيك: يساعد البروبيوتيك في تحسين عملية الهضم، ويمكن تناوله كمكمل غذائي، أو من خلال تضمين الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك في النظام الغذائي.
هل يساهم تناول القهوة في زيادة الغازات؟
نعم، قد يزيد تناول القهوة من غازات البطن؛ وهذا بسبب احتوائها على الكافيين الذي يرفع حموضة المعدة؛ مما يؤدي إلى انتفاخ البطن وتكوين الغازات، وفي بعض الحالات قد يسبب هذا الأمر حدوث عسر الهضم والإسهال.
هل هناك فوائد لخروج الغازات من البطن؟
يعد خروج الغازات جزءًا طبيعيًا ومهمًا من العمليات الهضمية، كما أن الاستمرار في هذه العملية بشكل صحيح يسهم في الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي والراحة العامة للجسم، ولخروج الغازات من البطن فوائد متعددة، حيث تلعب دورًا هامًا في تحسين الراحة الهضمية وصحة الجهاز الهضمي.
ومن أهم فوائد هذه العملية الطبيعية ما يلي:
- تخفيف الألم والانتفاخ: حيث أن خروج الغازات يسهم في تقليل الآلام المصاحبة للشعور بالانتفاخ، ويخفف من التهيج في القولون ومشاكل الهضم، كما يساعد في تعزيز الراحة العامة للمعدة والجهاز الهضمي.
- تعزيز المناعة: من خلال توازن عملية الهضم وخروج الغازات بشكل طبيعي، وهذا النظام الهضمي السليم يُعزز مناعة الجسم، ويساهم في مقاومة الأمراض.
- منع ضيق التنفس.
طريقة الوقاية من تكون غازات البطن
يمكن اتباع عدة طرق لتجنب تكون الغازات، والتخلص من انتفاخ البطن، وتحسين صحة الجهاز الهضمي بشكلٍ عام، وتشمل هذه الطرق ما يلي:
- التقليل من تناول بعض الأطعمة: إذ يجب تقليل استهلاك بعض الأطعمة التي تساهم في تكوين الغازات، مثل “البصل، البروكلي، الفطر”، وبعض أنواع الفاكهة.
- التقليل من الأطعمة الدهنية: حيث تؤدي الدهون إلى تباطؤ عملية هضم الطعام، وتزيد من احتمالية تكون الغازات؛ لذا يُفضل التقليل من تناول الأطعمة الغنية بالدهون.
- التوقف مؤقتًا عن تناول الألياف: يمكن أن تسهم بعض الأطعمة الغنية بالألياف في إنتاج الغازات؛ لذا يمكن التوقف المؤقت عن تناولها ثم إدراجها بعد فترة تدريجيًا في النظام الغذائي؛ وذلك قد يكون فعالًا في تقليل تكون الغازات.
- تجنب بلع الهواء: إذ يُعَد بلع الهواء عند تناول الطعام بسرعة أو عند مضغ العلكة أحد أسباب تكوين الغازات؛ لذا يُفضل تجنب هذه العادات لتقليل فرص تكون الغازات.
وفي ختام هذا المقال، يجب التنويه إلى أن الاهتمام بصحة الجهاز الهضمي من الأمور الهامة للغاية، كما أنه لا بد من فهم أسباب تكون غازات البطن وكيف يمكن علاجها والحد منها، كما يجب التنبه إلى أن تناول الأطعمة المناسبة وتجنب بعض العادات الضارة يمكن أن يلعب دورًا في الوقاية من مشاكل غازات البطن والانتفاخ.