تتسبب الأمراض المرتبطة بالقولون في مجموعة من المشاكل والتحديات الصحية التي تواجه المرضى، ومن بين هذه الصعوبات “ضيق التنفس”، والذي يحدث نتيجة وجود اضطرابات في وظيفة القولون، كما يعد ضيق التنفس أحد الأعراض التي تظهر بشكل شائع، والتي تزيد من معاناة الأشخاص المصابين بأمراض القولون.
وتشمل أمراض القولون مجموعة واسعة من الاضطرابات، منها التهابات القولون ومتلازمة القولون العصبي، والتي تؤثر بشكل مباشر على وظيفته وتسبب أعراضًا متنوعة.
ويعد فهم هذه الأعراض وكيفية علاج صعوبة التنفس المرتبطة بأمراض القولون أمرًا بالغ الأهمية لتحسين التعامل مع هذه الحالة، ولتوفير العناية الصحية اللازمة للمرضى.
وفي هذا المقال المقدم من موقع “براين هيرب” سنلقي الضوء على العلاجات المتاحة، والإجراءات التي يمكن اتخاذها للتخفيف من ضيق التنفس المرتبط بأمراض القولون وتحسين حالة المصابين.
أمراض القولون التي يصاحبها ضيق التنفس
القولون هو جزء أساسي من الجهاز الهضمي، حيث يقوم بامتصاص العناصر الغذائية القيمة من الطعام المهضوم الذي يتجه من الأمعاء الدقيقة إلى القولون، وقد يعاني القولون من مجموعة متنوعة من الاضطرابات مثل الالتهابات؛ مما يؤدي إلى حدوث اختلال في وظائفه، وهو ما يؤثر بشكل سلبي على الأشخاص المصابين.
ومن أبرز الأمراض التي تتسبب في ضيق التنفس ما يلي:
1- متلازمة القولون العصبي:
تعد متلازمة القولون العصبي حالة شائعة تتسبب غالبًا في ظهور صعوبة التنفس، والذي يكون ناجمًا عن الأعراض المصاحبة لهذه المتلازمة مثل الانتفاخ، إذ يرتبط الانتفاخ وصعوبة التنفس بشكل وثيق، حيث يضغط الانتفاخ على الحجاب الحاجز؛ مما يعيق حركته ويسبب صعوبة في التنفس.
2- التهاب القولون التقرحي:
أظهرت بعض الدراسات الطبية أن الأمراض الالتهابية التي تصيب الأمعاء، مثل التهاب القولون التقرحي، قد تؤثر على أجزاء خارجية من الجهاز الهضمي، وقد تمتد إلى الرئتين، مما يؤثر على وظائفها.
كما يمكن أن يظهر هذا التأثير على شكل مرض في القصبات الهوائية، والذي يؤدي إلى صعوبة التنفس، ويتضمن علاج هذه الحالة عادةً تناول مضادات الالتهاب “المضادات الحيوية”، أو في بعض الحالات قد يتطلب الأمر تدخلا جراحيًا.
3- سرطان القولون:
يمكن لسرطان القولون أن يتسبب أيضًا في ظهور عدة أعراض، ومن بين هذه الأعراض “الانتفاخ والغازات، والتغيرات في حركة الأمعاء”؛ مما يتسبب في التعرض للإمساك، وهذه الأعراض تؤدي إلى الضغط على الحجاب الحاجز، كما تعيق حركته كما ذكرنا سابقًا.
وفي حالة وصول سرطان القولون إلى الرئتين، يمكن للخلايا السرطانية المتواجدة في القولون والمستقيم أن تنفصل عن الورم الأصلي، وتنتقل عبر الدم والجهاز اللمفاوي إلى أجزاء أخرى من الجسم، بما في ذلك الرئتين، وهذا يسبب انتشار سرطاني في الرئتين، والذي يترافق عادةً مع ظهور أعراض ضيق التنفس بشكل كبير، كما يمكن أن يصل إلى حد الشعور بالاختناق.
علاج ضيق التنفس الناتج عن أمراض القولون
يعتمد العلاج الفعال لصعوبة التنفس على معالجة المسببات الرئيسية لحالات القولون التي تؤدي إلى ظهور هذا العرض.
- علاج ضيق التنفس الناتج عن متلازمة القولون العصبي:
يتمثل علاج متلازمة القولون العصبي في تخفيف الأعراض الخاصة بها، واتباع نمط حياة صحي ومتوازن كما يلي:
- تناول الأطعمة الغنية بالألياف.
- شرب السوائل بكميات كافية.
- تجنب الأطعمة المعروفة المسببة للغازات.
- استخدام مكملات الألياف.
- تناول الأدوية المضادة للإسهال.
- استخدام بعض الأدوية الموصوفة لعلاج متلازمة القولون العصبي وتخفيف الأعراض.
- علاج صعوبة التنفس الناتج عن التهاب القولون التقرحي:
يتضمن علاج التهاب القولون التقرحي عدة خيارات، ومنها:
- استخدام الأدوية المضادة للالتهابات والستيرويدات القشرية.
- العلاج بمثبطات جهاز المناعة بعناية، ومتابعة طبية دورية.
- استخدام المستحضرات الدوائية الحيوية في بعض الحالات.
- تخفيف الأعراض باستخدام الأدوية المسكنة والمضادة للإسهال.
- في حالات متقدمة، يمكن أن تكون الجراحة هي الخيار الأفضل للعلاج.
- علاج ضيق التنفس المصاحب لسرطان القولون الممتد إلى الرئتين:
تختلف خيارات العلاج تبعًا لمرحلة ونوع السرطان وحالة المريض، وهي تشمل العلاج الكيميائي، والعلاج الإشعاعي، والعلاج الجراحي.
ويجب أن يتم اختيار العلاج المناسب وتنفيذه تحت إشراف الفريق الطبي المختص؛ وذلك لضمان أفضل نتائج لعلاج ضيق التنفس المرتبط بأمراض القولون.
نصائح للوقاية من صعوبة التنفس المصاحب لأمراض القولون
بالإضافة إلى ما سبق، هناك أسباب أخرى للشعور بضيق التنفس قد لا ترتبط بالقولون، وهذا حتى مع وجود مشاكل فيه.
ولذلك يجب على المصاب إجراء كافة الفحوصات والتحاليل اللازمة لاستبعاد وجود أي سبب آخر، وإذا كان السبب يعود إلى القولون، فيمكن اتباع النصائح التالية لاستعادة التنفس بشكل طبيعي، والحد من الإصابة به لاحقًا.
- ممارسة التمارين الرياضية: حيث تعد الرياضة حلًا مثاليًا لاستعادة التنفس الطبيعي.
- اتباع نمط غذائي مناسب: حيث يجب اختيار نمط غذائي يقلل من هيجان القولون، مثل تجنب الأطعمة الحارة والبقوليات الجافة، وزيادة تناول الألياف تدريجيًا لمنع تشكل الغازات.
- استخدام التوابل المهدئة للقولون: مثل “الكمون، البابونج، اليانسون، النعناع، الزنجبيل، والحلبة”.
- تجنب التدخين والكافيين: لا بد من تقليل تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين، كالقهوة والشاي.
- الابتعاد عن الضغوطات النفسية والتوتر والقلق الشديد.
- زيادة تناول السوائل، وخاصةً الماء.
- تجنب الأطعمة التي تحتوي على الفركتوز واللاكتوز: مثل منتجات الحليب البقري.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم في الليل.
- تجنب مضغ العلكة؛ لتجنب بلع الهواء وتجمع الغازات.
وهذه النصائح يمكن أن تساعد في تحسين التنفس، وتخفيف الأعراض لدى الأشخاص الذين يعانون من صعوبة التنفس بسبب مشاكل القولون.
وفي ختام هذا المقال، يجب التأكيد على أن ضيق التنفس قد يكون نتيجة لمشاكل في القولون، لكن يجب استبعاد أي أسباب أخرى محتملة، ويتعين على المصاب البحث عن تشخيص دقيق، والعمل بالنصائح الطبية لاستعادة التنفس الطبيعي، بما في ذلك ممارسة التمارين الرياضية، واتباع نمط غذائي صحي، وتجنب المحفزات الغذائية والعوامل المؤثرة.
المصدر: موقع (ncbi – Healthline – Mayo Clinic – Bmcpulmmed – Cleveland Clinic).