يعاني حوالي 50% من البالغين على مستوى العالم من رائحة الفم الكريهة في فترة معينة من حياتهم، وهذا وفقًا لإحصائيات جمعية طب الأسنان بأمريكا؛ لذا فهي تعتبر مشكلة شائعة تواجه الكثير من الأشخاص، وعادةً ما تكون أمرًا محرجًا، ويسبب القلق والإزعاج.
وتأتى هذه المشكلة بشكل رئيسي من الإهمال في العناية بنظافة الفم والأسنان بشكل منتظم، بالإضافة إلى أسباب أخرى سنتطرق لها بالتفصيل لاحقًا.
وفي هذا المقال المقدم من موقع “براين هيرب” سنتناول موضوع رائحة الفم الكريهة بكل جدية، وسنكشف عن الأسباب المحتملة، ونقدم نصائح عملية لمساعدتك على التغلب على هذه المشكلة، كما سنقدم أيضًا معلومات حول العلاجات المنزلية والعلاجات المتاحة للتخلص من رائحة الفم أو النفس الكريهة بشكل فعال.
نظرة عامة حول رائحة الفم الكريهة
تُعرف رائحة الفم الكريهة أيضًا بـ “النفس الكريه”، وعادةً ما تسبب القلق والحرج للشخص المصاب بها، وغالبًا ما يتم الاعتماد على استخدام منتجات للقضاء على النفس الكريه بشكل مؤقت، مثل تناول العلكة والنعناع ومنتجات أخرى لتحسين رائحة الفم.
إلا أن هذه المنتجات لا تقضي على مسببات المشكلة؛ ولذلك يجب أولًا الاهتمام بنظافة الفم والأسنان بشكل منتظم، حيث يمكن أن تكون هذه المشكلة مؤقتة وتختفي عند إزالة سببها، أما إذا استمرت فقد تكون هناك أسباب أخرى تحتاج إلى فحصها من قبل طبيب الأسنان لمعالجة الأمر.
أسباب رائحة الفم الكريهة
قد تكون رائحة الفم الغير مرغوبة ناتجة عن عدة أسباب مختلفة، ومن أهم الأسباب الشائعة ما يلي:
- مشاكل في الفم أو الإصابة بالأمراض اللثوية: مثل التهاب اللثة، أو التهابات اللسان، أو التسوس السني، فكل هذه الأسباب يمكن أن تكون مصدرًا للرائحة الكريهة في الفم.
- قلة العناية بالفم والأسنان: حيث أن عدم الاعتناء الجيد بصحة الفم يؤدي إلى تراكم الجراثيم والبكتيريا، وبقايا الطعام العالقة بين الفجوات، كما أن اللسان قد يحتوى على بكتيريا أيضًا تسبب روائح، وكل هذا يؤدي إلى زيادة الرائحة الكريهة بالفم.
- التدخين وتعاطي التبغ: حيث أن مادة التبغ مصحوبة برائحة غير مرغوبة تزيد من رائحة الفم الكريهة، بالإضافة إلى ما يحدثه التدخين من تصبغات الأسنان، وأمراض في اللثة، وكل ذلك يزيد من قوة الرائحة الكريهة بالفم.
- جفاف الفم: حيث يعمل اللعاب الطبيعي الموجود في الفم على تنظيفه بشكل مستمر، وإزالة الخلايا الميتة المتراكمة على اللسان واللثة، كما يساهم في ترطيب الفم، ومعادلة درجة الحموضة الناتجة عن تراكم البلاك، مما يساعد في منع أو تقليل رائحة الفم الكريهة.
- بعض الأطعمة والمشروبات: مثل تناول الأطعمة الحارة، أو البصل والثوم، والأسماك، وبعض أنواع الأجبان، بالإضافة إلى بعض أنواع المشروبات الحمضية، وأيضًا الكافيين والكحول.
- بعض الأمراض المزمنة: مثل مرض السكري، وأمراض الكبد، والجهاز الهضمي، وأيضًا العدوى المزمنة، والتهاب الجيوب الأنفية والحلق يمكن أن يتسبب في رائحة كريهة للفم.
- تناول بعض الأدوية: حيث أن هناك بعض الأدوية التي تسبب جفافًا للفم، أو تتسبب في رائحة كريهة للفم كآثار جانبية، مثل الأدوية المستخدمة في علاج الذبحة الصدرية، أو مدرات البول، وأيضًا أدوية العلاج الكيماوي.
- بعض الأسباب الأخرى لرائحة الفم الغير مرغوبة: تشمل الأمراض مثل بعض أنواع السرطان، وأمراض الكبد والكلى، واضطرابات التمثيل الغذائي، حيث تنتج هذه الحالات موادًا كيميائية تسبب رائحة النفس الكريهة، كما أن هناك حالات مثل ارتجاع حمض المعدة المزمن يتسبب في حدوث رائحة كريهة للفم.
- وقد يكون من أسباب رائحة الفم الكريهة عند النساء الحمل: ويحدث هذا نتيجة للتغيرات الهرمونية التي تؤدي إلى الامتناع عن الأكل أحيانًا، مما يسبب جفافًا فى الفم.
- كما أن تقويم الأسنان قد يسبب أيضًا خروج رائحة كريهة إذا لم يتم تنظيفه بشكل منتظم؛ لأنه في حالة عدم تنظيفه سوف تعلق به بقايا الطعام مسببة روائح غير مرغوبة.
أعراض رائحة الفم الكريهة
تختلف روائح الفم الكريهة حسب مصدرها والسبب الرئيسي لها، وقد يعاني بعض الأشخاص من قلق شديد بشأن رائحة أنفسهم، حتى إذا لم يكن لديهم رائحة فم واضحة أو حتى رائحة طفيفة.
بينما يعاني آخرون من رائحة فم كريهة ولا يدركون هذا، ومن الصعب تقييم رائحة النفس بنفسك، لذا يمكنك الطلب من صديق مقرب أو فرد من عائلتك أن يؤكد لك ما إذا كنت تعاني من رائحة فم كريهة أم لا.
كيف يمكن التغلب على رائحة الفم الكريهة؟
يعتمد العلاج على السبب الرئيسي المسبب للرائحة، ويوجد بعض الإجراءات الفعالة التي يمكن اتباعها للتخلص من رائحة الفم بشكل جيد أو تخفيف حدتها، أما إذا كانت رائحة الفم المزعجة مستمرة ولا تتحسن بالعناية اليومية بالفم، فيجب استشارة طبيب الأسنان للتقييم وأخذ العلاج المناسب.
وإليك بعض العلاجات الشائعة والإجراءات المناسبة التي يمكن أن تساعد في علاج رائحة الفم الكريهة:
1- العناية الفموية الجيدة:
- المحافظة على تفريش وتنظيف الأسنان بانتظام مرتين يوميًا، بواسطة فرشاة أسنان ناعمة، مع استخدام معجون أسنان مضاد للبكتيريا.
- استخدم خيط الأسنان الطبي يوميًا؛ لإزالة بقايا الطعام المتراكمة في الفراغات بين الأسنان وعلى خط اللثة.
- غسل اللسان باستخدام مزيل للجراثيم، أو مضمضة وفرشاة الأسنان الخاصة باللسان؛ لإزالة بقايا الطعام والبكتيريا الضارة والخلايا الميتة.
2- اتباع نظام غذائي صحي، وتجنب تناول بعض الأطعمة التي تزيد من حدة رائحة الفم:
يجب الحرص على تناول الخضراوات والفاكهة والأطعمة الطازجة، والحد من تناول الأطعمة والمشروبات الغنية بالسكريات، وتقليل تناول البصل والثوم، وأيضًا البهارات.
3- زيارة طبيب الأسنان بشكل منتظم:
يُنصح بزيارة طبيب الأسنان للفحص والتنظيف الدوري، والتأكد من عدم وجود أي مشاكل صحية في الفم.
4- التوقف عن التدخين وتعاطي التبغ:
يعد من أهم النصائح التي لا بد من اتباعها عند الرغبة في التخلص من الرائحة الكريهة في الفم هي الإقلاع عن التدخين.
5- مراجعة الأدوية:
في حين تناول أدوية قد تسبب رائحة فم كريهة كآثار جانبية، يمكن التحدث مع الطبيب للبحث عن بدائل إذا كان ذلك ممكنًا.
6- العناية بالجفاف الفموي:
في حالة الجفاف الفموي المستمر، يجب شرب الماء بكميات كافية، وتجنب الكحوليات والتدخين، كما ينصح بتناول العلكة الخالية من السكر؛ لتساعد في إفراز اللعاب.
ختامًا، يجب أن نفهم أن رائحة الفم الكريهة ليست مشكلة خطيرة أو غير قابلة للعلاج، بل إن الالتزام بالعناية الشخصية الجيدة للفم والأسنان، والبحث عن السبب الرئيسي للمشكلة، يمكنه تحسين حالة رائحة الفم بشكل كبير، والعيش بثقة وراحة أكبر.
وأيضًا لا تتردد في زيارة طبيب الأسنان في حالة المعاناة الدائمة من رائحة الفم المزعجة بشكل مزمن، أو إذا كان هناك أعراض أخرى مصاحبة لها.
المصدر: موقع “الطبي – مايو كلينك – أدلة MSD“