تعد مشكلة حرقة المعدة من المشكلات الشائعة التي يواجهها العديد من الأشخاص، وهي تتسبب في شعور بالالتهاب والألم في منطقة الصدر وأعلى البطن، وقد تكون مصحوبة بأعراض أخرى قد تكون مزعجة، وعادةً ما يزداد الألم سوءًا بعد تناول الطعام، أو في المساء، وأيضًا عند الاستلقاء أو الانحناء.
وعلى الرغم من أن حرقة المعدة السطحية حالة شائعة ولا تستدعي القلق غالبًا، إلا أنه قد يكون هناك أسباب لها تستدعي اهتمامًا طبيًا أكبر، كما قد تكون عرضًا لحالة مرضية أكثر خطورة.
وفي هذا المقال المقدم من موقع “براين هيرب” سوف نسلط الضوء على أعراض وأسباب حرقة المعدة، بالإضافة إلى طرق العلاج والوقاية، وبعض الإرشادات الهامة حول كيفية التعامل معها بفعالية.
تعريف حرقة المعدة
تعرف حرقة المعدة أو “حموضة المعدة” أنها حالة تسبب ألمًا حارقًا في منطقة الصدر ومنطقة أعلى البطن، وفي بعض الحالات الشديدة يمكن أن يصل الألم إلى الحلق، ويرجع سبب حرقة أو حموضة المعدة إلى تدفق حمض المعدة إلى المريء، وعادةً ما يزداد الألم والحرقان بعد تناول الطعام، أو الاستلقاء بعد تناول الأكل مباشرةً.
وتترافق حموضة المعدة عادةً مع أعراض أخرى، مثل طعم حمضي في الفم، وزيادة الإفرازات المعديّة، والشعور بالانتفاخ والغثيان، كما أن حموضة المعدة هي أحد الأعراض الشائعة التي ترتبط بعدة مشكلات صحية مختلفة، مثل الارتجاع المعدي المريئي، كما قد تحدث حرقة أو حموضة المعدة أيضًا بشكل طبيعي عند النساء الحوامل نتيجة لنمو الجنين.
أسباب حرقة المعدة
إن السبب الرئيسي لحدوث حرقة في المعدة هو ارتجاع حمض المعدة إلى المريء، وهو الأنبوب الذي يربط بين المعدة والفم من خلال صمام يُعرف بـ “العضلة العاصرة المريئية السفلية”، والذي يفصل بين المعدة والمريء؛ لمنع تدفق المحتويات المعدية إلى الأعلى.
وفي حالة حدوث حرقة في المعدة، يصبح هذا الصمام ضعيفًا أو يعمل بشكل غير صحيح؛ مما يسمح لحمض المعدة بالتسرب إلى المريء فيحدث له تهيج، وهذا هو الأمر الأساسي في حدوث حموضة المعدة، كما يوجد عدة أسباب أخرى منها ما يلي:
- الحمل: حيث أن ضغط الجنين المتنامي على المعدة والأمعاء يزيد من احتمالية حدوث ارتجاع المحتويات المعدية؛ لذا من الشائع حدوث حرقان المعدة عند الحامل، وخاصةً خلال الثلث الأخير من الحمل.
- زيادة الوزن أو السمنة.
- فتق الحجاب الحاجز.
- الارتجاع المعدي المريئي، وضعف العضلة المريئية السفلية.
- نمط الحياة والتغذية الغير سليمة: حيث أن تناول الأطعمة الغنية بالدهون والتوابل، وأيضًا الأطعمة الحارة والحامضة، وكذلك القهوة والكحول والمشروبات الغازية يمكن أن يزيد من احتمالية تطور حموضة المعدة.
- التدخين: حيث أن التدخين يزيد من ضعف العضلة المريئية السفلية، ويسبب ارتجاع حمض المعدة.
- التوتر والإجهاد والضغوط النفسية قد تزيد من إفراز حمض المعدة.
- تناول كميات كبيرة من الطعام.
- تناول بعض الأدوية مثل الأسبرين، وبعض أدوية الالتهابات غير الستيرويدية مثل الايبروفين، كل هذا يمكن أن يزيد من احتمالية حدوث حرقة في المعدة.
وبالإضافة إلى هذه الأسباب، فهناك بعض الأطعمة والمشروبات التي تزيد هي أيضًا من حموضة المعدة بشكل كبير، ومنها:
– الأطعمة الغنية بالدهون، الأطعمة الحارة، المقليات، الطماطم والصلصة، البصل، الحمضيات، الشوكولاتة، الكحول والمشروبات المنبهة التي تحتوي على الكافيين مثل الشاي والقهوة، وأيضًا المشروبات الغازية.
أعراض حرقة المعدة
تختلف تأثيرات حموضة المعدة من شخص لآخر، فعند بعض الأشخاص قد تبدأ أعراض حموضة المعدة في وقت قصير بعد تناول الطعام، وتستمر من بضع دقائق إلى ساعتين، وفي حالات أخرى قد تستمر الأعراض إلى فترة أطول، كما أن المدة التي يشعر بها المريض بالألم تعتمد على السبب الأساسي للحموضة وطرق التعامل معها، فعلى سبيل المثال قد تستمر أعراض حموضة المعدة حتى يتم هضم الطعام الذي عمل على تحفيزها.
ومن ناحية أخرى، يمكن أن تختفي الأعراض عندما يقوم المريض بالوقوف بعد تناول الطعام، كما يمكن أن يساعد تناول أدوية حموضة المعدة في تقليل مدة استمرار الأعراض.
ومن أبرز الأعراض ما يلي:
- -الحرقة والألم: وهو الشعور الأولي، ويتمثل في ألم وحرقة في منطقة الصدر وأعلى البطن، وأحيانًا يصل إلى الحلق، وقد يزداد عند الاستلقاء أو بعد تناول الطعام.
- طعم حمضي أو مر في الفم؛ بسبب ارتجاع حمض المعدة.
- زيادة الإفرازات المعدية.
- صعوبة في البلع.
- الغثيان والقيء: قد تكون الحرقة مصحوبة بالغثيان، وفي بعض الحالات يمكن أن يحدث قيء.
- السعال.
مضاعفات حموضة المعدة
يمكن أن تتسبب حرقة المعدة في حدوث “التهاب أو تقرحات في المريء، السعال المزمن، التهاب الحنجرة، أو مشاكل في البلع” بسبب ضيق المريء، كما قد تتفاقم حموضة المعدة إلى الإصابة بداء الجزر المعدي المريئي، وهو حالة تتمثل في تكرار شعور الحرقة في منطقة الصدر بشكل يعوق الحياة اليومية.
وقد يستلزم هذا الأمر في بعض الحالات وصف أدوية، أما في الحالات المزمنة فقد يتطلب الأمر تدخلًا جراحيًا أو إجراءات أخرى، ويشكل الجزر المعدي المريئي خطرًا على سلامة المريء؛ إذ قد يؤدي إلى تغيرات قابلة للسرطان المريء، وهو ما يُعرف بـ”مريء باريت”.
علاج حرقة المعدة
يعتمد العلاج على شدة الأعراض، وعوامل السبب المرتبطة بها، وقد يتضمن العلاج تغييرات في نمط الحياة واستخدام بعض الأدوية، وهذه بعض الإجراءات والخيارات التي يمكن اتخاذها لعلاج حرقة المعدة.
العلاجات الدوائية
تتضمن أدوية علاج حرقة المعدة ما يلي:
- مضادات الحموضة: هي عوامل مهدئة لا تحتاج إلى وصفة طبية، تساعد في تقليل الحمضية في المعدة وتخفيف الأعراض، ومن أمثلتها: كاربونات الكالسيوم، هيدوكسيد الألمينيوم، وهيدروكسيد المغنيسيوم.
- حاصرات مستقبلات H2: يمكن أخذها دون وصفة طبية بجرعات قليلة، ولكن تناول الجرعات العالية منها يحتاج إلى استشارة الطبيب، وتقوم هذه الأدوية على تقليل مستوى حمض المعدة، كما أنها قد تساعد في التئام بطانة المريء، ومن أمثلتها: الفاموتيدين، السيميتيدين، نيزاتيدين.
- مثبطات مضخة البروتون “PPIs”: تقلل هذه الأدوية من إفراز حمض المعدة مثل مستقبلات H2، إلا أنها أكثر فاعلية لعلاج حرقة المعدة، والارتجاع المعدي المريئي، ومشاكل أخرى مثل قرحة المعدة.
كما يوجد عدد من الإجراءات والطرق المنزلية التي تساعد في علاج حرقة وحموضة المعدة في المنزل، ومنها:
- اتباع نظام غذائي صحي، والحد من تناول الدهون والمقليات.
- تجنب تناول الطعام قبل النوم بمدة لا تقل عن 2 إلى 3 ساعات.
- ممارسة النشاط البدني بانتظام.
- تناول وجبات صغيرة بشكل متكرر، وتجنب تناول كميات كبيرة من الطعام في الوجبة الواحدة.
- رفع رأس السرير عند الاستلقاء.
- تجنب تناول الأطعمة والمشروبات التي تزيد من حموضة المعدة، أو الأطعمة التي تسبب الغازات وانتفاخ البطن.
- الحفاظ على وزن الجسم صحي ومثالي.
- الإقلاع عن التدخين.
طرق الوقاية من حرقة المعدة
يمكن الوقاية من حرقة وحموضة المعدة، مع تقليل احتمالية حدوثها من خلال تجنب مسبباتها الأساسية، وأيضًا من خلال اتباع بعض الإجراءات والتغييرات في نمط الحياة.
وهذه بعض الطرق التي يمكن أن تساعد في الوقاية من حرقة المعدة:
- تناول وجبات صحية ومتوازنة، وتجنب الإفراط في الأكل.
- تناول وجبات صغيرة ومتعددة خلال اليوم بدلاً من وجبات كبيرة.
- تجنب تناول الأطعمة الحارة والدهنية والحمضية التي قد تزيد من احتمالية حدوث حرقة المعدة.
- تجنب الأطعمة والمشروبات المحتملة المسببة للحرقة.
- تجنب تناول القهوة، والشوكولاتة، والمشروبات الغازية، والمأكولات الحارة، والأطعمة الحمضية.
- التوقف عن التدخين؛ حيث أن التدخين يمكن أن يزيد من احتمالية ضعف العضلة المريئية السفلية، وزيادة احتمالية حدوث حموضة المعدة.
- التحكم في الوزن يمكن أن يقلل من الضغط على المعدة، وتقليل احتمالية حدوث حرقة المعدة.
- ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل واليوغا يمكن أن يساعد في تقليل الإجهاد والتوتر.
- تجنب تناول الطعام قبل النوم؛ فيجب تناول الوجبة الأخيرة قبل وقت النوم بفترة كافية؛ لتجنب ارتجاع حمض المعدة أثناء النوم.
- رفع الرأس أثناء النوم من خلال استخدام وسائد أو أدوات لرفع الرأس قليلًا أثناء النوم؛ للمساعدة في تقليل احتمالية ارتجاع المحتويات المعدية.
- تجنب الضغط الزائد على المعدة، وتجنب ارتداء ملابس ضيقة.
وإذا كنت تعاني من حرقة مستمرة أو مزمنة، فمن الضروري استشارة الطبيب لتقييم الحالة، وتوجيهك إلى الوقاية والعلاج المناسب، ومن الجيد أيضًا مراعاة هذه الإجراءات للحفاظ على صحة المعدة، وتقليل احتمالية حدوث حرقة أو حموضة.
وفي نهاية مقالنا، تعتبر حرقة المعدة حالة شائعة ومزعجة يمكن أن تؤثر على جودة حياة الأفراد، فإذا كنت تعاني منها، فمن المهم أن تتبع نمط حياة صحي، وتتخذ إجراءات وقائية للتقليل من احتمالية حدوثها.
المصدر: موقع مايو كلينك، وموقع الطبي