هل شعرت يومًا بتقلصات لا تعرف سببًا لها في منطقة المعدة؟
تُعرف هذه الحالة باسم “تشنج المعدة”، وهي تتمثل في حدوث تقلصات لعضلات المعدة بشكل غير طبيعي؛ مما يسبب شعورًا بالتوتر والألم في منطقة البطن العليا.
ويمكن أن يكون للتشنج عدة أسباب، منها التوتر النفسي، وتناول بعض الأطعمة أو المشروبات، أو وجود مشاكل هضمية، كما أن التشنج يظهر عادةً بشكل مفاجئ، وقد يكون له تأثير على الحياة اليومية للمصاب.
وفي مقال اليوم من موقع “براين هيرب” سنتحدث حول حول تشنج المعدة، وسنحاول الكشف عن هذه الحالة المزعجة التي تؤثر على العديد من الأشخاص يوميًا، ونسلط الضوء على الأسباب المحتملة والتي قد تتراوح من العوامل البسيطة إلى الحالات الطبية الأكثر تعقيدًا، مع الإشارة إلى الأعراض المصاحبة التي قد تشير إلى تشنج المعدة.
وبالإضافة إلى ذلك، سنقدم نصائح حول العلاجات المتاحة والوسائل الفعّالة للوقاية؛ بهدف توفير دليل شامل لكَ، يساعدك على فهم ومعالجة تشنج المعدة بشكل أفضل.
ما هو تشنج المعدة؟
يعرف التشنج الذي يصيب المعدة بـ “Gastrospasm”، وهو يؤثر بشكل مباشر على عضلات المعدة أو البطن؛ مما يؤدي إلى حدوث انقباضات مع الشعور بنفضات عضلية، أو تقلصات تتنوع في شدتها من الطفيفة إلى الحادة.
ومن الممكن حدوث هذه التشنجات في المعدة بشكل طبيعي، إلا أن حدوثها أحيانًا قد يشير إلى وجود حالة مرضية أكثر خطورة، بالإضافة إلى أن أسباب التشنج المعدي متعددة، وسنتناولها بالتفصيل.
أسباب تشنج المعدة
قد يكون تشنج المعدة ناتجًا عن مجموعة متنوعة من الأسباب، ومن بين هذه الأسباب ما يلي:
1- الجفاف: يعد الجفاف من الأسباب الشائعة لحدوث هذه المشكلة، حيث يؤدي نقص الإلكتروليتات خاصةً الصوديوم والبوتاسيوم إلى تشنج عضلات المعدة، ويحدث هذا الأمر نتيجة نقص المعادن التي تعمل على تنظيم حركة العضلات، ومن الأعراض التي تكون مصاحبة له أيضًا “لون البول الداكن، الصداع، العطش الشديد، والدوار”.
2- عدوى القولون: يمكن أن يسبب وجود عدوى بالقولون مثل تلك الناجمة عن الجيارديا أو الإشريكية القولونية إلى حدوث تشنجات في المعدة، بالإضافة إلى وجود أعراض أخرى مصاحبة، مثل الإسهال والجفاف.
3- وجود الغازات والتهاب المعدة والأمعاء: تلعب الغازات والتهاب المعدة دورًا في ظهور هذا التشنج بصورة كبيرة، بالإضافة إلى انتفاخ البطن.
4- الإمساك: يُعد التشنج المعدي من الظواهر الشائعة المرافقة للإمساك، ويترافق هذا مع تقلص عضلات البطن، كما توجد بعض الأعراض الأخرى التي تصاحبه، مثل البراز الصلب وانتفاخ البطن.
5- التهاب القولون الإقفاري: يحدث هذا الالتهاب نتيجة نقص تدفق الدم إلى القولون؛ مما يثير مجموعة من الأعراض، بما في ذلك “تشنج المعدة، التقيؤ، الغثيان، فقدان الشهية، والإسهال”.
6- التسمم الغذائي: يحدث نتيجة تناول أطعمة ملوثة ببعض الميكروبات؛ مما يتسبب في تشنج المعدة، كما يصاحبه إسهال وغثيان وقيء وحمى.
7- انسداد الأمعاء وخزل المعدة: تتقلص عضلات الجهاز الهضمي عند حدوث مشكلات في مرور الطعام، مما يتسبب في حدوث تشنج المعدة، وتحدث هذه الحالة عادةً نتيجة للإصابة بعدوى، أو عدم ممارسة النشاط البدني، أو عند التعرض للجراحة في المعدة أو الجهاز الهضمي.
8- التهاب المعدة والأمعاء: يؤدي التهاب المعدة أيضًا إلى الإصابة بتشنج المعدة وانقباضات في رأس المعدة، كما أن هناك بعض الالتهابات المزمنة التي تحدث في الجهاز الهضمي، مثل “مرض كرون، والتهاب القولون التقرحي” وهما من أكثر هذه الحالات شيوعًا، والتي تكون مصحوبة بتشنج المعدة بالإضافة إلى أعراض أخرى، مثل” الإمساك أو الإسهال، الحمى، فقدان الوزن، والتعب العام”.
9- حساسية الطعام: تسبب الحساسية تجاه بعض أنواع الطعام وخاصةً البروتينات مثل “السمك، الحليب، البيض، والمكسرات” في حدوث انقباضات المعدة، ويتطلب علاج هذه الحالات استجابة سريعة؛ حيث يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل “انخفاض ضغط الدم، صعوبات في البلع، وضيق النفس” إذا لم يتم التعامل معها بشكل فوري.
10- متلازمة القولون العصبي: هي اضطراب وظيفي في الجهاز الهضمي يُسبب مجموعة من الأعراض بما في ذلك تشنج المعدة، إلى جانب انتفاخ البطن، والإمساك أو الإسهال، وكثرة الغازات، وفي كثير من الأحيان يُمكن لمرضى القولون العصبي التعرض لتشنج المعدة بسبب التوتر أو البرد.
11- حدوث شد عضلي: يمكن أحيانًا أن يؤدي التوتر العضلي أو عمل عضلات البطن بشكل قوي إلى انقباضات مفاجأة في رأس المعدة، والتي غالبًا ما تنشأ نتيجة لممارسة الرياضة بشكل مستمر، خاصةً تمارين البطن، ويتميز هذا النوع من الانقباضات بتفاقمها مع الحركة.
12- عدم تحمل بعض الأطعمة: يحدث عندما يجد الجسم صعوبة في هضم نوع معين من الطعام، فمثلاً قد يكون هناك عدم تحمل لللاكتوز الموجود في الحليب؛ مما يؤدي إلى حدوث تشنجات في المعدة، وشعور بالحرقة بعد تناوله.
الأعراض المصاحبة لتشنج المعدة
تحدث حالة التشنج هذه عندما تتعرض عضلات المعدة للتقلص بشكل مفاجئ وغير طبيعي، وقد يصاحب هذا الشعور نفضات عضلية أو تقلصات في منطقة البطن، وكما ذكرنا ففي معظم الحالات تكون تشنجات المعدة غير ضارة وتزول بشكل ذاتي، ولكن في بعض الأحيان يمكن أن تكون مؤشرًا على وجود حالة صحية أكثر خطورة.
ولذلك سنتعرف على الأعراض التي قد تصاحب تشنج المعدة، وتستدعي استشارة الطبيب:
– وجود ألم شديد في منطقة البطن.
– تشنجات المعدة المزمنة أو المتكررة.
– الغثيان والقيء.
– صعوبة في التنفس.
– اصفرار في الجلد.
– اختلاط الدم في البراز.
– فقدان الوزن.
فإذا كنت تعاني من أي من هذه الأعراض فمن الأفضل استشارة الطبيب لتقييم حالتك، وتوجيهك إلى العلاج المناسب.
كيف يمكن علاج تشنج المعدة؟
يتوقف علاج تشنج المعدة على تحديد سبب التشنج، وتشمل طرق العلاج عدة وسائل، منها العلاج الدوائي، والعلاجات المنزلية.
العلاج الدوائي
– تشمل الأدوية المعالجة لتشنجات المعدة استخدام مسكنات الألم، ومضادات الحموضة.
– مثبطات مضخة البروتون.
– كما قد تُستخدم المضادات الحيوية لعلاج التهاب المعدة الناجم عن العدوى، أو الكورتيكوستيرويدات لمرض التهاب الأمعاء.
– في حالات القولون العصبي، يُفضل استخدام مضادات التشنج العضلية، مثل الألفيرين سيترات والميبفرين، بينما يمكن استخدام المضادات المسكارينية مثل الهيوسين والأتروبين في الحالات الأخرى.
العلاجات المنزلية
– يمكن تخفيف انقباضات وتشنج المعدة عن طريق الراحة.
– تجنب ممارسة الرياضة، أو تقليلها لبعض الوقت.
– كما يمكن تخفيف التوتر عبر تدليك منطقة البطن.
– يُفضل وضع كمادات ماء دافئة على البطن.
– شرب كميات كافية من الماء.
– استخدام حمامات الملح الإنجليزي قد تكون أيضًا فعّالة في التسكين.
– تناول شراب البابونج؛ حيث يستخدم في تهدئة ومعالجة تشنجات المعدة.
طرق الوقاية من تشنج المعدة
يمكن تخفيف انقباضات المعدة الناتجة عن إجهاد العضلات والحد من التشنج بطرق عديدة، منها:
– ممارسة الرياضة بشكل صحيح ودون مجهود زائد على العضلات؛ لتجنب حدوث تشنجات.
– أخذ قسط كافٍ من الراحة بعد التمارين الرياضية.
– شرب كميات كافية من الماء، والحرص على رطوبة الجسم، وعدم التعرض للجفاف الذي يؤدي إلى فقدان الإلكتروليتات مسببًا تشنجات وتقلصات في المعدة.
– اتباع نظام غذائي صحي يحد من الغازات وتقلصات البطن، مثل الإكثار من تناول الألياف التي تساعد على التخلص من الغازات والانتفاخ والإمساك.
– تجنب استهلاك الكحوليات.
– تجنب الأطعمة الدهنية المقلية التي تسبب انتفاخ وغازات في البطن.
– تجنب المهيجات، والحد من تناول الطعام أو المشروبات التي قد تثير المعدة، مثل “الأطعمة الحارة، التوابل القوية، الكافيين”.
– تقسيم الوجبات إلى وجبات صغيرة بشكل منتظم على مدار اليوم بدلاً من وجبات كبيرة قليلة.
– التحكم في التوتر، وممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل.
– الالتزام بأسلوب حياة صحي متوازن.
أما إذا كان تشنج المعدة ناتجًا عن إحدى الحالات المرضية، مثل التهاب الأمعاء أو متلازمة القولون العصبي، فإن العلاج الدوائي هو الأنسب لمنع تشنج المعدة.
وفي نهاية مقالنا، يمكن القول أن تشنج المعدة يشكل ظاهرة شائعة قد تكون ناتجة عن عدة أسباب مختلفة، ويعتبر التشنج مزعجًا، وقد يؤثر على نوعية الحياة اليومية، إلا أن فهم الأسباب المحتملة واتباع إجراءات الوقاية المناسبة يمكن أن يقلل من فرص حدوث هذه الحالة.
ويعد الراحة، والتغذية المتوازنة، وتجنب المهيجات من أساسيات الوقاية، أما إذا استمرت الأعراض أو تفاقمت فيفضل استشارة الطبيب لتقييم دقيق واقتراح العلاج المناسب، ولا داعي للقلق بشأن تشنج المعدة؛ حيث يمكننا الحفاظ على راحة المعدة والتمتع بحياة صحية أفضل باتباع نظام غذائي صحي ونمط حياة متوازن.
المصادر: موقع (Webmd – NHS– Mountsinai – Nhsinform – Clevelandclinic).