عادةً ما تحدث حالة تشنج القولون بسبب وجود اضطراب في الجهاز الهضمي، ويعرف القولون بأنه عضو من أعضاء الجهاز الهضمي، كما يعتبر جزءًا من الأمعاء الغليظة، حيث يقوم بتكوين البراز وتخزينه، وإخراجه من الجسم.
ودائمًا ما تنقبض عضلات القولون بشكل طبيعي؛ من أجل المساعدة في إخراج البراز في الجزء السفلي من الجهاز الهضمي، وغالبًا ما تكون هذه الانقباضات غير ملحوظة وغير مؤلمة.
بينما يحدث تشنج في القولون بسبب اضطراب وظيفي يُشكل انقباضات غير منتظمة ومؤلمة لعضلات القولون؛ مما يسبب التشنج والحاجة المفاجئة لاستخدام الحمام بشكل غير طبيعي.
وعلى الرغم من أنه لا يُعد مرضًا خطيرًا من الناحية الطبية، إلا أنه يمكن أن يكون مزعجًا للغاية، ويؤثر على حياة المرضى، وعادةً ما يرتبط تشنج القولون بمتلازمة القولون العصبي، حيث يمكن أن تكون هذه التشنجات عرضًا لهذه الحالة، ومع ذلك فليس من الضروري أن يكون جميع المصابين بالقولون العصبي يعانون من تشنجات القولون؛ لأن هذا التشنج يمكن أن يحدث دون أي سبب معلوم.
وسوف نتناول في هذا المقال المقدم من موقع “براين هيرب” تفصيليًا حالة تشنج القولون العصبي، بدءًا من الأسباب المحتملة والأعراض التي يمكن أن تظهر، وصولًا إلى العلاجات المتاحة لعلاج هذا الاضطراب.
أسباب تشنج القولون
يعتبر السبب الدقيق لتشنج القولون غير معروف حتى الآن، ولكن هناك عوامل متعددة قد تساهم في حدوثه.
وإليكم أهم العوامل التي تتسبب في الإصابة به:
- متلازمة القولون العصبي: هي واحدة من أكثر الحالات المرضية التي تسبب حدوث تشنجات في القولون، وهي حالة تؤثر على الجهاز الهضمي، وتتسبب في ظهور عدة أعراض، مثل الإسهال والانتفاخ.
- التوتر النفسي والعاطفي والإجهاد: حيث يعتبر التوتر والإجهاد العصبي والضغوط النفسية من العوامل المهمة التي تساهم في تفاقم أعراض تشنج القولون.
- مشاكل في حركة ووظيفة الأمعاء الغليظة: وتشمل هذه المشاكل قوة وسرعة تقلصات الأمعاء، والتي بدورها تسبب تشنجات في القولون.
- التهابات في الجهاز الهضمي: هي أحد الأسباب المحتملة لحدوث تشنج في القولون، وتشمل مرض كرون والتهاب القولون التقرحي “Ulcerative colitis”.
- قد يعاني بعض الأشخاص من حساسية مفرطة تجاه بعض الأطعمة، مما يؤدي إلى عدم القدرة على هضمها بشكل صحيح، وهذا النوع من الحساسية يُعرف بالحساسية المفرطة.
- الحساسية الغذائية: قد يعاني بعض الأشخاص من حساسية مفرطة تجاه بعض الأطعمة؛ مما يؤدي إلى عدم القدرة على هضمها بشكل صحيح، وهذا النوع من الحساسية يُعرف أيضًا بـ “الحساسية المفرطة”.
أعراض تشنج القولون
يمكن أن تحدث مجموعة متنوعة من الأعراض نتيجة التعرض لتشنج في القولون، إلا أن هذه الأعراض التي تظهر تختلف من شخص لآخر، وقد تظهر كلها أو بعضها حسب الحالة، كما تتراوح ما بين الخفيفة إلى المزعجة.
ومن أهم الأعراض الشائعة ما يأتي:
- آلام أسفل البطن: غالبًا ما تظهر آلام في البطن مصحوبة بتقلصات في المعدة، وقد تكون الآلام مختلفة في الشدة والمكان، كما أن الألم قد يكون حادًا أو مزمنًا، ويزداد عندما يحدث تقلص في العضلات المعوية، وعادةً ما يتوقف بعد التبرز، أو عند خروج غازات.
- تغييرات في حالات التبرز: والتي تشمل تغييرًا في نمط البراز، مثل الإصابة بالإسهال أو الإمساك، أو التفاوت بينهما.
- تورم وانتفاخ البطن: ويحدث عادةً بعد تناول الطعام.
- خروج الغازات بشكل زائد: وهذا بسبب حركة الأمعاء غير الطبيعية، كما يتسبب تراكم الغازات في البطن صدور أصوات من الأمعاء.
- الشعور بعدم الراحة في البطن في حالة تراكم الفضلات.
- الشعور بالقئ والإجهاد العام، ووهن الجسم.
- دائمًا ما يكون براز المريض مصحوبًا بمخاط خيطي الشكل.
- التوتر والقلق: حيث يعاني بعض المصابين من الاكتئاب والقلق بسبب الأعراض المستمرة للتشنج، وهذا مع الأرق وقلة النوم.
- صعوبة التبول مصحوبًا بألم في المثانة.
- الشعور بالحاجة الملحة للتغوط.
- حموضة المعدة الشديدة، والتجشؤ المستمر.
- رائحة كريهة بالفم.
وتشير هذه الأعراض إلى أن تشنج القولون ليس مرضًا خطيرًا من الناحية الطبية، ولكنه يمكن أن يكون مزعجًا ويؤثر على حياة المرضى؛ لذلك إذا كنت تعاني من هذه الأعراض بانتظام، يُفضل استشارة الطبيب لمساعدتك وتوجيهك إلى العلاج المناسب.
علاج تشنج القولون
يهدف العلاج في الأساس إلى تخفيف الأعراض وتقليل المضاعفات المرتبطة به، كما يعتمد العلاج على شدة الأعراض واستجابة المريض، وعلى الرغم من عدم وجود علاج نهائي ودائم للتشنجات، إلا أن هناك خطوات يمكن اتباعها للتحكم فيها، ومنها:
1. العلاج الدوائي: يمكن للأطباء وصف بعض الأدوية لتخفيف أعراض التشنج وعلاج الحالات المرتبطة به، ومن بين الأدوية المستخدمة:
- الأدوية المضادة للتشنج “Antispasmodic”.
- الأدوية المضادة للالتهابات “المضادات الحيوية”.
- مضادات الحموضة.
- مثبطات مضخة البروتون.
- المسكنات.
2. اتباع نمط حياة صحي ومتوازن: تعتبر التغييرات في نمط الحياة أحد الخطوات المهمة في التحكم في تشنج القولون، ومن الإجراءات التي يمكن اتباعها:
- تجنب التوتر وإدارة الضغوط النفسية، واستخدام تقنيات الاسترخاء مثل ممارسة اليوغا.
- ممارسة الرياضة بانتظام؛ لتحسين الهضم وحركة الأمعاء.
- اتباع نظام غذائي صحي يشمل تناول الألياف الغذائية من الفواكه والخضراوات والبقوليات، والابتعاد عن الأطعمة الدهنية والمهيجة.
- المتابعة الدورية مع الطبيب، فمن المهم الالتزام بزيارات منتظمة لتقديم التقارير حول الأعراض، وتحديد العلاج المناسب إذا كان ذلك ضروريًا.
ختامًا، يعتبر تشنج القولون اضطراب شائع ومزعج يؤثر على العديد من الأشخاص، وعلى الرغم من أنه ليس لدينا حل نهائي لهذا المرض، إلا أن هناك العديد من الإجراءات التي يمكن اتخاذها لإدارة الأعراض وتحسين نوعية الحياة، من خلال تغييرات في النمط الغذائي، وإدارة التوتر، واللجوء إلى الأدوية عند الضرورة، وبهذه الطرق يتمكن المصابون من العيش بشكل مريح مع حالات التشنج التي تحدث في القولون.
المصدر: موقع (Mayo Clinic – Cleveland Clinic – Healthline – Medicalnewstoday – Medicinenet).