تعد اللثة هي الحاجز الطبيعي بين أسناننا وأنسجة الفم الرقيقة، ولكن هناك عدو خفي يمكن أن يلوث هذه اللثة، ويهدد صحة الفم بشكل كبير، وهذا العدو هو التهاب اللثة، والذي يعتبر واحدًا من أكثر مشاكل الفم شيوعًا وانتشارًا.
ولكن ماذا يحدث عندما يصبح هذا الحاجز الطبيعي مصابًا بالالتهاب؟ وما هي الأسباب والأعراض التي يجب علينا أن ننتبه إليها؟ وما هي العلاجات المتاحة لاستعادة صحة اللثة، كل هذا وأكثر سنعرفه في مقال اليوم المقدم من موقع “براين هيرب“.
ما هو التهاب اللثة؟
يعد التهاب اللثة أو مرض “دواعم السن” مشكلة شائعة تؤثر على اللثة والأسنان، وهي تتمثل في حدوث تهيج واحمرار وتورم في اللثة، ويمكن أن تتفاوت أعراضه ما بين احمرار بسيط إلى ألم حاد يمتد إلى الأسنان.
وعادةً ما يحدث التهاب في اللثة نتيجة تراكم طبقة من الرواسب اللزجة أو البكتيريا على الأسنان، ويعتبر هذه الالتهاب نوعًا غير خطير من أمراض اللثة، ولكن إذا لم يتم علاجه، فمن الممكن أن يتطور إلى التهاب العظم المحيط بالأسنان، وهو الحالة الأكثر خطورة؛ والذي يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى فقدان الأسنان.
أسباب التهاب اللثة
يعتبر السبب الرئيسي في إصابة اللثة بالتهاب هو تراكم البكتيريا وبقايا الطعام بين الأسنان، مع قلة الاهتمام بنظافة الفم، بالإضافة إلى عدة أسباب أخرى، من أهمها ما يلي:
- التغيرات الهرمونية: حيث يمكن أن تؤثر التغيرات الهرمونية المرتبطة بالحمل، أو الدورة الشهرية، أو سن اليأس على صحة اللثة، وتزيد من حساسية الأسنان مسببةً التهاب في اللثة.
- التغذية السيئة: نقص التغذية أو اتباع نظام غذائي غير صحي أو التدخين يمكن أن يزيد من احتمالية حدوث التهاب في اللثة.
- بعض الأمراض المزمنة: مثل مرض السكري، ومرض السرطان.
- سوء العناية بالفم: يجعل الأسنان واللثة أكثر حساسية.
- تناول بعض الأدوية: مثل الأدوية المضادة للتشنجات والصرع، وعلاجات الذبحة الصدرية.
- حالات العدوى الفطرية أو الفيروسية.
- جفاف الفم ونقص اللعاب.
- اعوجاج الأسنان.
- التقدم في العمر.
- العوامل الوراثية، والتاريخ العائلي للمرض.
أعراض التهاب اللثة
عادة ما تكون اللثة في الوضع الطبيعي لها وردية شاحبة، وثابتة حول الأسنان، وقد لا تظهر أي أعراض واضحة في المراحل الأولى من الالتهاب، وحتى في المراحل المتقدمة قد تكون الأعراض طفيفة جدًا، وعلى الرغم من ذلك يمكن أن تظهر علامات وأعراض مميزة لحدوث التهاب في اللثة عند معظم الحالات.
ومن الشائع أن يكون الالتهاب في اللثة مصحوبًا بالأعراض التالية:
- احمرار اللثة.
- تورم وانتفاخ اللثة.
- رائحة الفم الكريهة المستمرة.
- نزيف اللثة أثناء التنظيف، أو بعد تناول الطعام.
- تغير لون اللثة.
- انسحاب اللثة عن الأسنان، وظهور مساحات فارغة بينهما، والنمو غير الطبيعي للثة.
- جفاف الفم، وحساسية الأسنان.
هل يوجد مضاعفات لالتهاب اللثة؟
إذا لم يتم علاج التهاب اللثة، يمكن أن يتطور الأمر إلى مرض في اللثة؛ حيث ينتشر الالتهاب في الأنسجة والعظام التي تحتها، وتُعرف هذه الحالة بـ “التهاب دواعم الأسنان”، وهي حالة خطيرة للغاية يمكن أن تؤدي إلى فقدان الأسنان.
كما يمكن أيضًا حدوث “التهاب اللثة التقرحي”، وهو شكل حاد من الالتهاب في اللثة، يتسبب في اللثة الملتهبة والنازفة والمؤلمة، بالإضافة إلى وجود تقرحات بها، إلا أن هذا النوع من الالتهاب يحدث بشكل نادر في البلدان المتقدمة، لكنه ينتشر بين البلدان النامية التي تعاني من سوء التغذية، وسوء الظروف المعيشية.
تشخيص التهاب اللثة
عند الاشتباه في وجود التهاب في اللثة، يجب على الشخص البحث عن التشخيص من قبل طبيب الأسنان أو طبيب اللثة المختص، والذي يكتشف أعراض الالتهاب، ويقوم بالتشخيص من خلال عدة أمور هي:
- الفحص السريري: حيث يقوم طبيب الأسنان بفحص فم المريض بدقة؛ لتقييم حالة اللثة والأسنان، كما يبحث عن علامات مثل: احمرار اللثة، وانتفاخها، ونزيف اللثة عند الأكل أو التنظيف، والتراكمات الجيرية.
- قياس عمق الجيوب اللثوية للتأكد من سلامتها: ويتم استخدام أدوات خاصة لقياس عمق الجيوب السنية، والتي تتراوح عادةً ما بين 1 إلى 3 مليمترات في الحالات الطبيعية، أما في حالة الالتهاب فيزداد طولها عن هذا المعدل.
- التصوير الشعاعي باستخدام الأشعة السينية؛ للكشف عن مشاكل في الأسنان، والتأكد من سلامة العظام، وعدم تآكلها نتيجة الالتهاب.
- كما أن تقديم التاريخ الصحي مهم: ويجب على المريض تقديم معلومات حول تاريخه الصحي العام، وأية أمراض مزمنة أو أدوية يتناولها؛ حيث يمكن أن تكون هذه العوامل مرتبطة بالتهاب في اللثة.
وبناءًا على هذا التشخيص يمكن لطبيب الأسنان تحديد نوع الالتهاب الموجود في اللثة وشدته، ووضع خطة علاجية مناسبة له.
علاج التهاب اللثة
عادةً ما يخفف العلاج المبكر لالتهاب اللثة من الأعراض، كما يحمي من تطورها إلى مرض خطير في اللثة أو فقدان الأسنان، وهناك فرصة أفضل لنجاح العلاج عند اتباع روتين يومي للعناية الفموية الجيدة، والامتناع عن التدخين، والحرص على التغذية السليمة.
كما تعتمد طريقة علاج الالتهاب على شدة الحالة وتطورها، وهذه بعض الخيارات العلاجية الممكنة أيضًا:
- في المراحل المبكرة من الالتهاب: يمكن أن تحقق المضمضة بالماء والملح يوميًا ثلاث مرات لمدة 30 ثانية مفعولًا جيدًا في القضاء على الالتهاب.
- وقد يكون العلاج عبارة عن تنظيف للثة والأسنان بواسطة طبيب الأسنان، وهذا يتضمن إزالة التراكمات البلاكية والجيرية من أسطح الأسنان وجيوب اللثة.
- استخدام بعض المضادات الحيوية مثل البنسلين.
- العلاج الجراحي في الحالات الأكثر تقدمًا: وإذا كان هناك تلف جسيم في اللثة أو العظام المحيطة بها، يمكن أن يكون هناك حاجة لجراحة ترقيع اللثة، والذي قد يتضمن تنظيف جذور الأسنان، أو زرع اللثة، أو تصحيح العظم المتضرر.
العلاجات المنزلية وروتين الحياة الصحي
يمكن اتخاذ بعض الإجراءات في المنزل للعناية باللثة، والمساهمة في علاج الالتهاب في حالة إصابة اللثة، ومن أهم العلاجات المنزلية المفيدة:
- علاج التهاب اللثة بالأعشاب: حيث يساعد الكركم والقرنفل على الحد من الالتهاب، وتخفيف الألم.
- استخدام فرشاة الأسنان والخيط الطبي بشكل يومي مرتين على الأقل؛ لتنظيف الأسنان واللثة، والتخلص من الجراثيم وبقايا الطعام المتعلقة.
- يجب أن تكون فرشاة الأسنان ناعمة، ويتم تغييرها مرة كل ثلاثة أشهر.
- استخدام خيط الأسنان يوميًا؛ لإزالة التراكمات من بين الأسنان.
- استخدام المضمضة الفموية؛ لتقليل الترسبات بين الأسنان، ويفضل أن تكون خالية من الكحول؛ للمساهمة في التخلص من البكتيريا الفموية، وتهدئة التهاب اللثة.
- التغذية الصحية: وذلك من خلال تناول نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات والبروتينات الصحية، وتجنب الأطعمة والمشروبات الغنية بالسكريات.
- تجنب التدخين وتعاطي التبغ.
- كما أن هناك دراسات تثبت فعالية مسحوق القرفة في تقليل التهاب اللثة، حيث يمكن تناول ملعقة صغيرة من مسحوق القرفة يوميًا مع ملعقة من العسل.
الوقاية من التهاب اللثة
للوقاية من حدوث أي التهاب في اللثة، يجب المحافظة على نظافة الفم باستمرار من خلال اتباع عادات صحية جيدة، والتي تشمل غسل الأسنان لمدة لا تقل عن دقيقتين مرتين في اليوم، في الصباح وقبل النوم، ويفضل بعد كل وجبة أيضًا، كما يُوصَى بتنظيف الأسنان بالخيط الطبي يوميًا؛ حيث يُعَد استخدامه فعالًا في إزالة بقايا الطعام والبكتيريا المتراكمة بين الأسنان.
كما يُنصَح بزيارة طبيب الأسنان بانتظام؛ لإجراء تنظيف الأسنان العميق، وقد تحتاج إلى زيادة عدد الزيارات إذا كنت تعاني من عوامل خطورة مثل جفاف الفم، أو تناول أدوية معينة، أو التدخين، كما يساعد إجراء الأشعة السينية السنوية في تشخيص الأمراض التي لا يمكن اكتشافها بالفحص البصري للأسنان.
بالإضافة إلى ذلك، تعتبر الممارسات الصحية العامة مثل تناول طعام صحي، والتوقف عن التدخين، وعدم التعرض إلى ضغوطات نفسية، والمحافظة على نظام غذائي متوازن، وتجنب الضغط على اللثة، والسيطرة على مستوى السكر في الدم إذا كنت تعاني من مرض السكري، من الأمور المهمة أيضًا للحفاظ على صحة اللثة.
وفي نهاية مقالنا، يجب أن نضع في اعتبارنا أن صحة اللثة لها تأثير كبير على صحة الفم والجسم بشكل عام، ومن الضروري الاهتمام باللثة واتخاذ الإجراءات الوقائية والعلاجية المناسبة للحفاظ على صحتها.
المصدر: موقع “مايو كلينك – ويب طب – الطبي“.