يعد الإمساك المزمن من الأمور الصحية التي يمكن أن تؤثر على حياة المصاب بشكلٍ كلي، وهو يحدث عندما يقل إخراج البراز بمعدل أقل من ثلاث مرات أسبوعيًا، ويمكن أن يستمر لعدة أشهر.
ويعرف الإمساك المزمن أنه عدم القدرة على التبرّز بانتظام وبشكل طبيعي، وقد يتسبب في صعوبة وألم أثناء عملية الإخراج، وتختلف الأسباب وراء هذه المشكلة، والعوامل المؤثرة فيها من شخص لآخر، بما في ذلك عوامل النمط الحياتي والتغذية.
وفي هذا المقال المقدم من موقع“براين هيرب” سوف نناقش تفاصيل أكثر حول مشكلة الإمساك المزمن، بداية من تعريفه وأعراضه وصولًا إلى العوامل المحتملة وراءه، كما سنتناول أيضًا الخطوات العملية للتعايش مع هذه الحالة الصحية بشكلٍ أفضل.
تعريف الإمساك المزمن
يعد الإمساك المزمن حالة من حركات الأمعاء غير المتكررة، وأيضًا هو عبارة عن صعوبة في إخراج البراز لمدة طويلة قد تستمر لعدة أسابيع أو أكثر، كما يُعرف الإمساك كذلك على أنه الحاجة الشديدة إلى التبرز مع عدم القدرة على ذلك.
وعلى الرغم من انتشار الإمساك بشكل شائع، إلا أن بعض الأشخاص يعانون من الإمساك المزمن الذي يمكن أن يؤثر على قدرتهم على أداء المهام اليومية، كما قد يتسبب الإمساك المزمن أيضًا في الحاجة لبذل جهد كبير لتحقيق حركة الأمعاء، وإتمام عملية إخراج البراز.
متى يعتبر الإمساك حالة مزمنة؟
يعتبر الإمساك مزمنًا في عدة حالات، أولها إذا استمر لفترة تزيد عن الثلاثة أشهر، وأيضًا إذا بات يؤثر سلبًا على حياة المصاب، وقدرته على أداء الأعمال اليومية بشكل كبير، وفي حالة صعوبة علاج الإمساك من خلال تغييرات في النظام الغذائي أو ممارسة الرياضة بمفردها، وإذا أصبحت الأدوية الموصوفة هي العلاج الأساسي لمشكلة الإمساك، ففي مثل هذه الحالات يعد الإمساك مزمنًا.
أسباب الإمساك المزمن
تتسم هذه الحالة بصعوبة وجفاف في التبرز، وهي تستمر لمدة طويلة، وقد تصبح مزمنة إذا استمرت لمدة تزيد عن 3 أشهر، ويحدث الإمساك بشكل شائع عندما تتحرك الفضلات أو البراز ببطء شديد، أو في حالة عدم القدرة على التخلص منه بفعالية من المستقيم؛ مما يتسبب في تصلب البراز.
وهناك العديد من الأسباب المحتملة للإمساك المزمن، منها:
- عدم تناول غذاء صحي ومتوازن، ونقص الألياف الغذائية، فقد يكون تناول كمية غير كافية من الألياف في النظام الغذائي أحد العوامل المسببة للإمساك المزمن؛ حيث أن الألياف تلعب دورًا هامًا في تحفيز حركة الأمعاء، وتسهيل عملية الهضم.
- عدم شرب كمية كافية من الماء؛ مما يؤدي إلى حدوث جفاف، وهو الأمر الذي يزيد من صعوبة التمثيل الغذائي، ويجعل البراز أكثر جفافًا وصعوبة في التمرير.
- التغيرات الهرمونية في فترات معينة مثل الحمل أو سن اليأس يمكن أن تسبب تغيرات في حركة الأمعاء.
- اتباع نمط حياة غير صحي، وقلة النشاط البدني، وعدم ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يمكن أن يؤدي إلى بطء حركة الأمعاء.
- تناول بعض الأدوية مثل مسكنات الألم، وبعض الأدوية المستخدمة لعلاج حالات معينة مثل الاكتئاب، ومضادات الهيستامين، وأيضًا المكملات الغذائية مثل الحديد والكالسيوم قد تسبب الإمساك كآثار جانبية.
- الاضطرابات العصبية والنفسية التي تسببها الضغوط النفسية والتوتر والإجهاد، أو الإصابة بمرض باركنسون يمكن أن يؤثر كل هذا على وظائف الجهاز الهضمي مسببة الإمساك.
- الإصابة بداء السكري.
- بعض الحالات الصحية مثل متلازمة القولون العصبي، واضطرابات الغدة الدرقية، واضطرابات الجهاز الهضمي مثل”متلازمة القولون العصبي، أو مرض كرون، أو التهاب القولون التقرحي”، والالتهابات المعوية المزمنة قد يكون لها دور في الإمساك المزمن.
- إصابة العضلات المسؤولة عن الإخراج بأي مشكلة مثل خلل الانبساط.
- وهن عضلات الحوض.
- مضاعفات تابعة لبعض العمليات الجراحية يمكن أن تؤدي إلى تغيرات في حركة الأمعاء وتسبب الإمساك.
ومن أهم الأسباب أيضًا هو الإصابة ببعض الأمراض التي تسبب حدوث الإمساك بشكل مزمن، ومنها:
- انسداد المستقيم أو القولون.
- انسداد الأمعاء.
- ارتفاع مستوى الكالسيوم في الدم.
- التصلب المتعدد.
- الاعتلال العصبي المستقلي.
- سرطان الأمعاء.
- إصابة في الحبل الشوكي.
- بعض حالات البواسير، أو الشقوق الشرجية.
- السكتة الدماغية.
وفي بعض الحالات، يمكن للأطباء أن يواجهوا صعوبة في تحديد سبب الإمساك المزمن لدى المرضى، ويُشار إلى هذه الحالة بـ “الإمساك المزمن مجهول السبب”، أو ما يُعرف بـ “Chronic Idiopathic Constipation”.
أعراض الإمساك المزمن
يمكن أن تترافق هذه الحالة من الإمساك مع مجموعة متنوعة من الأعراض، وقد تستمر مع المصاب مدة كبيرة لا تقل عن ثلاثة أشهر، وتشمل الأعراض المصاحبة له ما يلي:
- عدم التبرز أكثر من ثلاث مرات في الأسبوع.
- تجمُّد أو تصلُّب البراز.
- الشعور بالإجهاد والتعب أثناء التبرز.
- الشعور بوجود انسداد في المستقيم؛ مما يعيق حركة الأمعاء.
- الشعور بعدم القدرة على تفريغ المستقيم بالكامل من البراز.
- الحاجة إلى المساعدة لتفريغ المستقيم، مثل استخدام اليدين للضغط على البطن أو استخدام الإصبع لإزالة البراز من المستقيم.
كما تشمل أعراض الإمساك المزمن بعض العلامات المصاحبة والأعراض الثانوية مثل: انتفاخ وألم البطن، الغثيان، فقدان الشهية، والصداع.
فإذا كنت تعاني من ثلاثة أعراض أو أكثر من هذه الأعراض، وتستمر لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، فإن الإمساك يُعتبر مزمنًا، ويجب استشارة الطبيب لتقييم الحالة، وتحديد الأسباب المحتملة، ووضع خطة علاجية مناسبة.
مضاعفات الإمساك المزمن
قد يؤدي الإمساك المزمن إذا لم يتم معالجته بشكل صحيح إلى مضاعفات محتملة يمكن أن تنشأ نتيجة لهذه الحالة، وهي:
- البواسير: تحدث عندما تتورم الأوردة في منطقة فتحة الشرج وتصبح مؤلمة، كما يمكن أن يتسبب الإجهاد أثناء إخراج البراز في زيادة الضغط على هذه الأوردة وتورمها.
- الشق الشرجي: يحدث عندما يتمزق الجلد في فتحة الشرج نتيجةً للبراز الكبير أو الصلب، وقد يكون الشق الشرجي مؤلمًا، ويمكن أن يسبب نزيفًا خفيفًا.
- انحشار البراز: يحدث عندما يتجمع البراز الصلب في الأمعاء ويصعب إخراجه، كما يمكن أن يتسبب الإمساك المزمن في تراكم البراز، وتشكيل كتلة صلبة تعيق حركة الأمعاء، وتصعب عملية التبرز.
- هبوط المستقيم: يحدث هذا الأمر عندما يتمدد مستقيم الأمعاء ويبرز إلى الخارج من فتحة الشرج، ويمكن أن يسبب الإجهاد أثناء التبرز تمددًا في المستقيم وانزلاقه أيضًا إلى الخارج.
- تضرر عضلات الحوض.
علاج الإمساك المزمن
يعتمد العلاج على الأسباب المحتملة وشدة الحالة، وهناك عدة خطوات وتغييرات في النمط الحياتي يمكن أن تساعد في التخفيف من حدة الأعراض.
ويتم العلاج من خلال ثلاثة طرق، وهي:
1- اتباع نمط حياة صحي ومتوازن:
- إجراء تغييرات في النمط الحياتي، ومن أهمها اتباع نظام غذائي صحي، وزيادة تناول الألياف الغذائية الموجودة في الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة.
- شرب كميات كافية من الماء.
- ممارسة التمارين البدنية بانتظام، حيث أن النشاط البدني يساعد على تحفيز حركة الأمعاء.
- تناول كميات أقل من الأطعمة التي تحتوي على كميات قليلة من الألياف، مثل: الأطعمة المصنعة، ومنتجات الألبان، واللحوم.
- عدم تجاهل الحاجة الشديدة إلى التبرز.
- كما قد ينصح الطبيب بتجنب تناول بعض الأطعمة التي قد تزيد من احتمالية الإمساك.
2- الأدوية العلاجية:
- الملينات: تساعد في تليين البراز وتسهيل التمرير.
- مكملات الألياف: قد يقوم الطبيب بوصف مكملات الألياف إذا كانت الألياف الغذائية غير كافية.
- المزلقات.
- الملينات المحفزة لحركة الأمعاء.
- الحقن الشرجية: تعمل على ترطيب منطقة الشرج، وتحفيز حركة البراز.
3- التدخلات الجراحية:
في حالات نادرة وخطيرة، يمكن أن ينصح الطبيب بالتدخل الجراحي للتخلص من تجمعات البراز الكبيرة، لكنها لا تعد الخيار الأنسب دائمًا، وهي عادةً ما تكون الأفضل في حالة ما إذا كان المريض يعاني من شق شرجي، أو انسداد في الأمعاء.
لذا؛ من الضروري استشارة الطبيب قبل بدء أي نوع من العلاج، ويجب أن يتم تقييم كل حالة بشكل دقيق، وتحديد العلاج المناسب استنادًا إلى التاريخ الصحي والأعراض والفحوصات اللازمة.
وفي الختام، يعتبر الإمساك المزمن حالة تتسم بصعوبة في التبرز، وقد تستمر لفترة طويلة، ويمكن أن تكون أسبابه متعددة بما في ذلك نقص الألياف الغذائية، قلة شرب الماء، نمط الحياة الغير صحي، وبعض المشكلات الصحية المختلفة.
ويجب معالجة هذه الحالة من الإمساك بجدية؛ لتجنب مضاعفاته والتي منها البواسير وهبوط المستقيم.
المصدر: موقع مايو كلينك، ويب طب