تهدف عملية استئصال القولون إلى إزالة جزئية أو كلية للقولون، ومن المعروف أن القولون هو جزء من الأمعاء الغليظة، وهو يوجد في نهاية السبيل الهضمي، إلا أن هناك بعض الحالات الطبية التي تتطلب إجراء جراحة كلية أو جزئية لاستئصاله، ويكون هذا لأسباب متعددة، منها الإصابة بسرطان في القولون.
وقد يواجه المصابون قرارًا صعبًا للإقبال على هذا الإجراء؛ لذا في هذا المقال المقدم من موقع “براين هيرب” سوف نناقش أهم المعلومات حول استئصال القولون التي يجب على الجميع معرفتها حين يصبح هذا القرار واقعًا في حياتهم، بما في ذلك الأسباب ومراحل الاستئصال والمضاعفات المحتملة، لنعرف ما إذا كانت هذه الجراحة خطيرة أم لا.
نبذة عن استئصال القولون
يعد استئصال القولون “Colectomy” إجراء جراحي يتم فيه إزالة القولون بشكل كامل أو جزئي، وهو نوع من الجراحة يتم استخدامه لعلاج أمراض القولون، مثل “السرطان، الأمراض الالتهابية، والتهاب القولون التقرحي”.
وبعد إزالة أجزاء القولون، يتم ربط الأجزاء المتبقية من القولون معًا في عملية تسمى بـ “anastomosis”، أما في حالة إزالة جزء كبير من القولون وعدم إمكانية إعادة ربط الأجزاء المتبقية، حينها يقوم الطبيب بإنشاء فتحة في البطن؛ لتوجيه الفضلات القولونية إلى خارج الجسم، وتُعرف هذه العملية بـ “colostomy”.
كما أن هناك عدة أنواع من جراحة الاستئصال، وهي كالتالي:
- الاستئصال الكلي: يتم فيه إزالة القولون بشكل كامل.
- الاستئصال الجزئي: يتم فيه إزالة جزء من القولون، وهو يعرف أيضًا بـ “الاستئصال شبه الكلي للقولون”.
- استئصال نصف القولون: يتم فيه استئصال الجزء الأيمن أو الأيسر من القولون.
- استئصال القولون والمستقيم: ويحدث في هذه الجراحة إزالة لكلٍ من القولون والمستقيم.
وهناك طريقتان رئيسيتان لإجراء جراحة استئصال القولون:
- الجراحة المفتوحة التقليدية:
تشمل إجراء شق طويل في منتصف البطن، ويتم الوصول إلى التجويف البطني من خلال هذا الشق لإزالة القولون، وعادةً ما تكون فترة الاستشفاء في المستشفى أطول في هذه الحالة، لكن ليس دائمًا بل يعتمد الأمر على حالة المريض.
- جراحة المنظار:
تشمل إجراء عدة جروح صغيرة في جدار البطن؛ من أجل إدخال أدوات الجراحة والمنظار؛ للوصول إلى التجويف البطني وإزالة القولون، وتكون فترة الألم والاستشفاء ومدة البقاء في المستشفى أقل بشكل عام مقارنةً بالجراحة المفتوحة.
بالإضافة إلى أنه يتم اختيار الطريقة المناسبة للاستئصال بناءًا على تقييم الحالة، وتفضيلات كل من الجراح والمريض.
لكن ما هي أسباب استئصال القولون؟
يعتبر الاستئصال هو إجراء جراحي لعلاج مجموعة واسعة من الأمراض، وهذه هي أبرز الأمراض الشائعة التي تستدعي القيام بعملية الاستئصال.
- أمراض التهاب الأمعاء: كما في حالة متلازمة كرون، أو التهاب القولون التقرحي.
- الأورام الخبيثة والحميدة: عادةً عند ظهور أورام سرطانية في القولون أو الأمعاء، يكون العلاج الأمثل هو إزالة الجزء المصاب من القولون أو حتى استئصال القولون كاملاً؛ وذلك للسيطرة على السرطان ومنع انتشاره.
- مشاكل النزيف: في حالة نزيف القولون المتكرر يكون الاستئصال هو الخيار الأمثل لوقف النزيف.
- انسداد الأمعاء أو القولون: من الحالات الطارئة والتي يحتاج فيها لإجراء الاستئصال.
- التهاب الرتج “Diverticulitis”.
- فقدان بعض وظائف الأمعاء.
- الجراحة الوقائية لاستئصال القولون: هي خيار يمكن اتخاذه للوقاية من سرطان القولون في حالة وجود عوامل خطر عالية، مثل وجود سلائل القولون المحتملة، أو وجود تاريخ عائلي لسرطان القولون.
مراحل استئصال القولون
- مرحلة التحضير “ما قبل الجراحة”:
- يبدأ الأمر بالتقييم الطبي لحالة المريض، وتحديد سبب الاستئصال، ونوع الجراحة المناسب.
- يُطلب من المريض الامتناع عن تناول الطعام والشراب قبل إجراء العملية بمدة 12 ساعة تقريبًا.
- يجب أن يكون القولون والأمعاء نظيفين تمامًا، باستثناء الحالات الطارئة نتيجة للإصابة، ويتم تحقيق ذلك من خلال إعطاء المريض محلول ملين للشرب قبل يوم واحد من العملية؛ حتى يساعد في تنظيف القولون من خلال الإفرازات والبراز المتبقي.
- يجب على المريض مناقشة الأدوية التي يتناولها بانتظام مع الطبيب؛ حيث قد يُطلب منه التوقف عن استخدام بعض الأدوية.
- وقت الجراحة:
تختلف طرق إجراء العملية بناءًا على نوع العملية التي يتم إجراؤها للمريض، وهي تتضمن عملية الاستئصال بالمنظار، أو عملية الاستئصال المفتوحة.
- مرحلة ما بعد الجراحة:
يتم إبقاء المريض في غرفة الاستيقاظ حتى يتلاشى تأثير التخدير، ثم يتم نقله إلى غرفته حيث يتم إعطاؤه الأدوية المناسبة وبعض التوجيهات من الطبيب.
كما قد يتفاوت وقت استئناف تناول الطعام والسوائل حسب توصيات الطبيب وحالة المريض، وعادةً ما يستغرق المرضى من 2 إلى 3 أسابيع للعودة إلى نشاطاتهم اليومية.
كم تستغرق عملية استئصال القولون؟
تختلف مدة الجراحة بناءًا على عدة عوامل، بما في ذلك نوع الجراحة المستخدمة وحالة المريض، لكنها عادةً ما تستغرق وقتًا يتراوح ما بين ساعتين إلى أربع ساعات، وقد تستغرق وقتًا أطول في حالة استئصال سرطان القولون؛ حيث تختلف مدة العملية حسب حالة المريض، ومرحلة سرطان القولون، وخبرة الجراح.
ومن الأسئلة الشائعة أيضًا للمصابين، هل تعد عملية استئصال القولون من العمليات الخطيرة؟
والإجابة هي أن الاستئصال الجراحي للقولون عملية جراحية كبيرة ومعقدة، ولكنها تُجرى بشكل آمن وفعال في العديد من الحالات مثل أي عملية جراحية أخرى، فهي تنطوي على بعض المخاطر والمضاعفات المحتملة.
ومع ذلك، يقوم الفريق الطبي المشرف على العملية باتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة؛ للحد من هذه المخاطر، وضمان سلامة المريض.
مضاعفات استئصال القولون
قد يؤدي الاستئصال الجراحي للقولون إلى حدوث عدة مضاعفات خطيرة، وتعتمد مدى الخطورة على عدة عوامل، من بينها الحالة الصحية للمصاب، ونوع الاستئصال الجراحي المجرى له، وأسلوب الجراحة الذي يتبعه الجراح.
وتشمل المضاعفات المحتملة لهذه الجراحة ما يأتي:
- العدوى.
- النزيف.
- حدوث التهابات في منطقة الجرح.
- تسرب في الأمعاء أو في مكان الجراحة.
- إصابة أو جرح الأعضاء المجاورة أثناء العملية، مثل إصابة المثانة، أو الأمعاء الدقيقة.
- تمزق في الغرز بين الأجزاء المتبقية من الجهاز الهضمي.
- تكون جيوب “فتق” في الجرح.
وهكذا في ختام مقالنا يمكن القول أن استئصال القولون هو إجراء جراحي يتم اعتماده لعدة أسباب مرضية، مثل الأمراض الالتهابية والأورام الخبيثة، ويتضمن هذا الإجراء مراحل متعددة تشمل التحضير والعملية الجراحية وفترة التعافي.
كما قد يرافق عملية الاستئصال الجراحي للقولون بعض المضاعفات التي يجب مراعاتها ومتابعتها بعد العملية، ويوصى دائمًا بمراجعة الطبيب المختص، والالتزام بالأدوية، واتباع التعليمات الطبية بعناية، وإجراء المتابعات الدورية.
المصدر: موقع (Mayo Clinic – Hopkins Medicine – Cleveland Clinic – Wikipedia – Cancerresearchuk).